صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/59

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عليه القرآن الكريم المؤمنين إذا مد العدو يده اليهم وهو الموت الذي قال عنه الشاعر العربي : تأخرْتُ أَسْتَبقي الْحَيَاةَ فَلَمْ أَجِدْ لنَفْسِي حَيَاة مثلَ أَنْ أَتَقَدَّما وهو الموت الذي يموته الافرنسي لأجل حياة فرنسة ، والالماني لأجل حياة المانية ، والانكليزي في سبيل بريطانيا العظمى - وهلم جراً - ويحده على نفسه واجباً لا يتأخر عن ادائه طرفة عين وأما الموت الثاني فهو الموت لأجل استمرار الموت ، وهو الموت الذي يموته المسلمون في خدمة الدول التي استولت على بلادهم . وذلك انهم يموتون حتى ينصروها على اعدائها كما يموت المغربي مثلاً حتى تنتصر فرنسة على المانية مثلا . ويموت الهندي حتى تتغلب انكلترة على أي عدو لها ويموت التقري في سبيل ظفر الروسية . والحال أنه بانتصار فرنسة على أعدائها تزداد في المغرب غطرسة وظلماً وابتزازاً لأملاك المسلمين وهضماً لحقوقهم ، وذلك كما حصل بعد الحرب العامة إذ ازداد طمع الفرنسيين في أهل المغرب وحدثوا أنفسهم بتنصير البربر ليدمجوهم في الشعب الفرنسي ويأمنوا على مستقبل المغرب الذي صاروا يطلقون علية لقب « افريقية الافرنسية ) و بالاختصار يموت المغربي على ضفاف الرين أو في سورية حتى يزداد موتاً في المغرب، لأن كل طائفة تفوز بها فرنسة في الخارج هي زيادة في قهر المغربي وإهانته وإذلاله مما لا سبيل للمناكرة فيه ، و مما قد ثبت بالتجربة . وكذلك موت الهندي في نصرة انكلترا هو تطويل في أجل عبودية الهند وكذلك موت التتري في خدمة الروسية لا عاقبة له سوى ازدياد قهر الروس للتتر وهلم جراً .

71

٦١