فتئت الاجابة عليه كلاماً جميلاً لا يتقدم بالأمة أنملة واحدة نحو التقدم الفعلي المنشود.
يقول أحد الأدباء: «وأمران لا يحدد لهما وقت بدقة، (۱): النوم في حياة الفرد. (۲): الانحطاط في حياة الأمة. فلا يشعر بها إلا إذا غلبا واستوليا».
ومن البديهيات التي لا يجادل فيها أحد أن الاسلام «مبدأ»، أتمه الله تعالى وأكمله وارتضاه لخلقه من أجل فلاحهم وسعادتهم وخير دنياهم؛ بواسطة خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.
والمسلمون هم أهل هذا المبدأ المطالبون بحمله وتبليغه وتطبيقه والالتزام به، وبنسبة ما يلتزم أهل هذا المبدأ به يتحقق وجودهم ووجوده ما يتغافلون عنه ويتجاوزون أحكامه، ويتساهلون في نقض اركانه وتجاهل اشراطه، يتغافلون عن دورهم في الحياة.
وبعبارة أخرى: الاسلام هو قدر المسلمين.
وبعبارة أشمل: الاسلام هو قدر الانسانية.
وقد يصيب التخلف عناصر المسلمين، افراداً وجماعات ودويلات ايضاً، ولن يكون هذا لسوء حظ المسلمين وحدهم، بل لسوء حظ الانسانية جميعاً. لأن هذا المبدأ لا يخص العرب فحسب، ولا يخص الأمم والشعوب التي دانت بالاسلام وحدها، بل هو هدية الله وهدايته لبني البشر.
ولقد أتى على الإنسانية حين من الدهر، اسلمت فيه قيادها للمسلمين، وارتضت بحكم الاسلام، فما جنت في ذلك الحين إلا الحضارة، ولا عرفت إلا السلام؛ ولا ساد فيها إلا العدل ولا شاع إلا الخير.
فماذا جنت الانسانية بانحطاط المسلمين، وتعطيل الاسلام، وما هي