صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/7

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

محاسن الحياة في ظل سيادة المادة والماديين، والعلم والعلمانيين؛ والحضارة الحالية والحضاريين.

لقد حرم اهل هذا العصر انفسهم من الدين ومن الصلة بالله، ونسوا غاية خلقهم ومبدأهم ومصيرهم وقالوا: «إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين» وآمنوا بمبادىء المادة واللذة والحرية المطلقة، والقوة والانتفاع وتنافسوا في امتلاك الوسائل التي تؤدي بهم الى تحقيق تلك المبادىء، وأدى التنافس الرهيب الى اختلاط الوسائل بالغايات، وفقدان تعادل القوة مع الاخلاق؛ واختلال توازن المادة مع الروح، فانطلقوا في ميادين العلم والتحقيق والتجربة من نقطة فاسدة: نقطة الالحاد والمادية، ونظرة زائفة: نظرة أن الكون ليس له إله، وأنه ليس وراء المشاهد والمحسوس شيء، فاختل أساس مدنيتهم؛ وعبدوا ذواتهم، واتخذوا إلههم هواهم؛ واستعبدتهم الآلة، وفتك بهم العلم، وفشلوا في معالجة ادوائهم فشلاً ذريعاً.

ومن هنا، فان المسلمين مطالبون بالنهوض من كبوتهم وبالتخلص من آثار تخلفهم، وباستئناف دورهم الانساني. لأنهم، كما اثبتت التجربة، هم حملة مشعل النور، وبيدهم مفتاح الخير، وعندهم جواب كل مسألة، وعلاج كل علة وسيكون من حسن طالع الانسان ان ينقاد «لرسالة» الاسلام.

ولئن وفق أمير البيان شكيب ارسلان، في بيان أسباب تأخر المسلمين وأسباب تقدم غيرهم؛ فان في توفيقه هذا ما ينير الطريق أمام هذه الأمة لتعاود القيام بدورها الحضاري مرة أخرى.

وتلك هي الغاية المرتجاة من نشر الكتاب في البدء، ومن اعادة طبعه الآن.

والله المستعان، ومنه الهداية، وعليه التكلان.

حسن تميم

القاضي الشرعي
٩