فكم تظن المبلغ الذي يجود به المسلمون بعد اللتيا والتي لهذا العمل ؟ لا أظن أنهم يجودون بما يتجاوز جزءاً من مائة مما يبذله الكاثوليك او البروتستانت (۱) فهذه هي حمية المسيحيين على دينهم ، وهذه هي حمية المسلمين . ومن الناس من يسأل عن أسباب انحطاط المسلمين وقصورهم عن مباراة سواهم ، فلو تأمل في هذه الفروق في النهضة والحمية لوجد عندها الجواب الكافي ومن اغرب الامور أن نرى الأوروبيين ودعاتهم وتلاميذهم من الشرقيين بعد هذا كله يتهمون المسلمين بالتعصب الديني وينبزونهم بلقبه ، وينتحلون التساهل في الدين ! ان هذا والله لعجب عجاب لا نفسهم وها أنذا الآن في كتابتي هذه التي معناها الدفاع لا التجاوز ، والاستاذ الاكبر صاحب المنار ، وعبد الحميد بك سعيد رئيس جمعية الشبان المسلمين على وغيرنا من المدافعين عن حق الاسلام والرجال الذين يبغون منع الاعتداء الاسلام وينادون المسلمين لينتبهوا للخطر المحدق بهم - متهمون بالتعصب الديني ومنبوزون بهذه الكلمة ، لا بين غير المسلمين فقط ، بل بين المسلمين (١) شاع ان المنبوذين من الهنود يريدون فراق مذهب الهنادك وان منهم من شرح الله صدره للاسلام فأرسل الاستاذ الاكبر شيخ الازهر وفداً من علماء الشريعة الى الهند ليتحقق هل ثمة أمل في هداية المنبوذين هؤلاء ام ذاك نفخ في غير ضرم وعلم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها خبر ارسال هذه البعثه الازهرية إلى الهند ولم تتحرك همة واحد منهم الى تخصيص ما يوازي القطمير لأجل هداية هؤلاء المنبوذين الذين يزيد عددهم على ستين مليوناً . هذا بينما المبالغ التي يجمعها المسيحيون في كل عام لأجل تغذية التبشير المسيحي في آسيا وافريقية تقدر بعشرين الى ثلاثين مليون جنيه فهل تطمع هذه الأمة ان تجاري تلك الأمة ؟ وبينها كل هذا الفرق (ش) .
VF
