الجغرافيين ايضاً - أعني الذين يتباهون بأن سياستهم و لا دينية ، وطالما صرحوا بأنهم لا يقيمون للدين وزناً ، وطالما تزلفوا الى المسيحيين بكونهم هم لا يدافعون عن الدين الاسلامي كما يدافع زيد وعمرو ... وهؤلاء فئة معروفة يعرفهم الناس وهم يعرفون انفسهم ولو فكر المسيحيون في شأنهم لعلموا انهم ليسوا على شيء وانهم لا يستحقون الاحترام منهم لان الذي يتزلف الى الناس بمثل هذه الطرق حري بأن لا يكون اهلا للثقة ولا للكرامة ، وما يزين المره شيء مثل الاستقامة واستواء الباطن والظاهر فالمسلم اذا لا يخلص من لقب ( متعصب ) إلا اذا سمع ان الفرنسيس يحاولون تنصير البربر قمر بذلك كأن لم يسمع شيئا ، وإلا اذا سمع ان الهولانديين نصروا مائة الف - وقد زعم أحد نواب البرلمان الهولاندي انهم فازوا بتنصير مليون مسلم من مسلمي الجاوى - وهز كتفه قائلاً : انا لا يهمني أكان الجاوي مسلما ام مسيحياً هنالك « المسلم » يصير « راقياً » ويعد « عصرياً ، ويصير محبوباً ويقال فيه كل خير ؟ ! وأما الاوروبي فله ان يبذل القناطير المقنطرة على بث الدعاية المسيحية بين المسلمين ، وله ان يحميها بالمدافع والطيارات والدبابات، وله ان يحول بين المسلمين ودينهم بالذات وبالواسطة ، وله ان يدس كل دسيسة ممكنة لهدم الاسلام في بلاد الاسلام ، وليس عليه حرج في ذلك ، ولا يسلبه هذا العمل صفة و راق » و « متمدن » و « عصري » وأغرب من هذا انه لا يسلبه نعت 1 مدني » و « لا ديني » و « متساهل » . وهؤلاء و المسلمون الجغرافيون ، برغم هذه الشواهد الباهرة للأعين وبرغم ما عملته جمهورية فرنسة « اللادينية » في قضية البربر لمآرب دينية كاثوليكية ، وبرغم حماية هولاندة لمبشري الانجيل في الجاوى ، وبرغم قرار D C
۷۳