مركبة تركيباً مجهولاً اليوم، وكانت في ذلك الوقت كما هي المدافع والرشاشات وقنابر الديناميت وما أشبه ذلك في هذه الايام . على انه ليست الدبابات والطيارات والرشاشات هي التي تبعث العزائم ، وتوقد نيران الحمية في صفوف البشر ، بل الحمية والعزيمة والنجدة هي التي تأتي بالطيارات والدبابات والقنابر . وما هذه إلا مواد صماء لا فرق بينها وبين أي حجر ، فالمادة لا تقدر ان تعمل شيئاً من نفسها ، وإنما الذي يعمل هو الروح ، فاذا هبت أرواح البشر وتحركت عزائمهم فعند ذلك نجد الدبابات والطيارات والرشاشات والغواصات وكل اداة قتال ونزال على طرف التمام يقولون : الا ان هذا ينبغي له العلم الحديث ، وهذا العلم مفقود عند المسلمين ، فلذلك أمكن الافرنج ما لم يمكنهم وجدت ) والجواب ) ان العلم الحديث ايضاً يتوقف على الفكرة والعزيمة ، ومتى هاتان وجد العلم الحديث ووجدت الصناعة الحديثة. أفلا ترى ان اليابان الى حد سنة ١٨٦٨ كانوا أمة كسائر الأمم الشرقية الباقية على حالتها القديمة ، فلما أرادوا اللحاق بالامم العزيزة تعلموا علوم الأوروبيين ، وصنعوا صناعاتهم ، واتسق لهم ذلك في خمسين سنة وكل أمة من أهم الاسلام تريد ان تنهض وتلحق بالامم العزيزة يمكنها ذلك وتبقى مسلمة ومتمسكة بدينها ، كما ان اليابانيين تعلموا علوم الأوروبيين كلها وضار عوهم ولم يقصروا في شيء عنهم ولبثوا يابانيين ولبثوا متمسكين بدينهم وأوضاعهم . وايضاً فمتى ارادت أمة مسلمة أدوات أو أسلحة حديثة ولم تجدها ؟ ان ملاك الامر الارادة فمتى وجدت الارادة وجد الشيء المراد هو فلو ان أمة من أهم الإسلام أرادت أن تتسلح لوجدت السلاح الحديث اللازم بأنواعه وأشكاله من ثاني يوم . ولكن اقتناء السلاح ينبغي له سخاء
٧٩