بالاموال ، وهم لا يريدون ان يبذلوا ، ولا ان يقتدوا بالافرنج واليابان في البذل ، بل يريدون النصرة بدون سلاح وعتاد ، أو السلاح والعتاد بدون بذل أموال ، وإذا تغلب العدو عليهم من بعد ذلك صاحوا قائلين : أين المواعيد التي وعدنا اياها القرآن في قوله : وَكانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين (1)- كأن القرآن ضمن للمؤمنين النصر بدون عمل وبلا كسب ولا جهاد بالاموال والانفس ، بل بمجرد قولنا اننا مسلمون ، او بمجرد الدعاء والتسبيح؟ وأغرب من ذلك بمجرد الاستغاثة بالاولياء ، فأصبح الكثير من المسلمين وهم عزل من السلاح الحديث وهم غير مجهزين بالعلم اللازم لاستعماله لا يقومون القليل من الافرنج المسلحين المجهزين ، وصاروا إذا التقى الجمعان تدور الدائرة في اغلب الاحيان على المسلمين . فتوالى هذا الأمر عليهم مدة طويلة الى ان فقدوا كل ثقة بنفوسهم، واستولى عليهم القنوط ، ودب فيهم الرعب ، وألقوا بأنفسهم إلى العدو وبعد ان كانوا مسلمين ، صاروا مستلمين ، وقد ذهلوا عن قوله تعالى : وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنتُم مُؤْمِنِينَ . إِنْ يَسَكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ فَرْحُ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (۲) (١) الروم : ٤٧ . (۲) آل عمران : ١٣٩ ومن الآية ١٤٠
۸۰