السبب في ذلك إلا أن الاجانب قد استأثروا بخيرات البلاد ولم يتركرا المسلمين الا الفقر . فقام المسلمون اليوم يعتذرون عن عدم بذل الاموال لمساعدة اخوانهم بعدم وجودها ، وهذا صحيح الى حد محدود ، وذلك انهم بخلوا بها في الاول فجنوا من بخلهم على الجهاد الذل والخنوع اولاً ، والفقر = للفرنسيس وصار ثلث اراضي تونس ملكاً لخمسين الف افرنسي مع ان الاهالي هم مليونان ونصف مليون مسلم يملكون الثلثين لا اكثر ، وايضاً لما كانت فرنسا ابتزت امالي المغرب الاقصى ثمانمائة الف هكتار وسلمتها للمستعمرين الافرنسيين، ولما كانت فرنسا تنفق ثلاثة أرباع ميزانية المغرب المالية على ۱۹۰ الف افرنسي وتنفق الربع الباقي على مسلمي المغرب مع أنهم سبعة ملايين نسمة ومع ان ۸۰ في المائة من ميزانية المغرب هي من أموال المسلمين كما أثبتنا ذلك بالارقام نقلا عن جريدة الحماية الرسمية التي لا يقدر الفرنسيس ان يكابروا فيها وهي ميزانية عدة سنين لا سنة واحدة وقد نقلنا تلك الميزانيات كلها عن جريدة الحماية الرسمية المطبوعة في الرباط الى مجلتنا لاتاسيون آراب » ودعونا الناس الى تأمل هذا الحيف الفظيع الواقع على المسلمين الذين يتمتع الافرنسي الواحد من ميزانيتهم أكثر مما يتمتع به ستون مسلماً وأغرب من ذلك ان الواحد من يهود المغرب فضلاً عن الفرنسيس يستفيد من الميزانية المغربية أكثر من أربعين مسلماً واغرب منه انه من هذه الميزانية التي اربعة احتماسها من جيوب المسلمين يأخذ المبشرون والقسوس دعاة النصرانية مئات الوف من الفرنكات لاجل بث المسيحية بين البربر المسلمين وهذا على نسق اعطاء مبشري النصرانية في السودان المصري إعانات من أموال المسلمين، فلولا هوان المسلمين على دول الاستعمار وكون هذه لا تقيم وزنا ما كانوا يستخفون الى هذا الحد الأقصى ولا كان عند الفرئيس الاربعون مسلما بيهودي واحد ولا الستون مسلما با فرنسي واحد ، ولقد تحديناهم مراراً ان يجيبونا عن هذا الظلم الفاحش فيها أجابونا بغير الطمن والقذف والتهمة لنا بعداوة فرنسا كان الانسان لا يمكن ان يكون صديقاً لفرنسا الا اذا أهدر في سبيلها جميع حقوق قومه وهذا من اغرب الغرائب هم ولو تأملوا قليلا لعلموا ان نصحنا لهم بإنصاف المسلمين هو نصح عائد الى مصلحتهم وان العدو لا يشير عليهم باستجلاب قلوب المسلمين ابدأ وإنما يريدها حامية بين الفريقين الى ما شاء الله (ش)
Ar