صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/83

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ذلك مأكلة وتمتد اليهم الايدي من كل جهة ، فهذا العصر الذي نحن فيه هو اليوم، وان المسلمين لا يكون عيبهم يومئذ قلة الكثرة بنفسها لا تفيد (١) ان تقترن بجودة النوع والكمية التي لا تغني عن الكيفية ، وعلة العلل في ضعف المسلمين ذلك اليوم هو الجبن والبخل الجبن والبخل ، صريح ذلك في قوله ( من ع حبتكم الدنيا وكراهيتكم الموت . بعضهم بعضاً ، ورواه احمد واصحاب السنن الا النسائي بزيادة على رواية مسلم هذه ، وكلا الحديثين من اعلام النبوة التي ظهر بها صدقه (ص) بعد قرون من وفاته ورفع روحه الى الرفيق الاعلى فما ذهب شيء من ملك المسلمين الى أيدي الاجانب الا بخذلان بعضهم لبعض ومساعدتهم للأجانب على انفسهم ، وفي هذه الرسالة للأمير شكيب بعض الشواهد من مسلمي هذا العصر على ذلك . وراجع الموضوع بتفصيله في تفسير الآية المشار اليها من ص ٤٩٠ - تفسير ( ر ) . (۱) عدد المسلمين اليوم ما ينيف عن ستماية مليون فيا لها من قوة لو كان جميعهم كالرجال المتغلبين عليهم (ش) VE رجالاً (۲) نعم يخشى المسلمون دول الاستعمار فيطيعونها حتى على آبائهم وابنائهم وأعز الناس لديهم وأغلى الأمور عليهم وعلى دينهم ووطنهم وقوميتهم وثقافتهم وان سألتهم عن اسباب هذه الطاعة العمياء قالوا لك اننا ان لم نطمهم أهلكونا ونحن لا قبل لنا بمقاومتهم ونسوا انهم عندما تقذف دول الاستعمار في حروبها يلاقون فيها الموت الذي لم يكونوا ليلاقوا أعظم منه لو كانوا عصرها . قلْ إِنَّ المَوت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ولعمري ان تعليل هذه الحالة الروحية التي نجدها عند المسلمين الخاضعين لدول أوروبة المستعمرة ليتعذر على نطس اطباء الاجتماع جميعاً اذ لا يمكن ان يعقل صنفان من الموت أحدهما المذاق لا تقوى على مواجهته النفس وهو الموت في مقاومة الاجنبي المتغلب والثاني مقبول الطعم سهل الاقتحام وهو الموت في مقاتلة عدو ذلك المتغلب . لا جرم ان هذه حالة روحية شاذة لا تفسر ولا تعلل إلا بالمرض وعدم اعتدال المزاج وكون الرعب المستمر الذي اوقعه = مر

٨٥

٨٥