صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ضياع الاسلام بين الجامدين والجاحدين : هي ومن اكبر عوامل انحطاط المسلمين الجمود على القديم، فكما ان آفة الاسلام الفئة التي تريد ان تلغي كل شيء قديم ، بدون نظر فيما هو ضار منه او ، كذلك آفة الاسلام هي الفئة الجامدة التي لا تريد ان تغير شيئاً ، ولا ترضى بادخال اقل تعديل على اصول التعليم الاسلامي ظناً منهم بان الاقتداء بالكفار كفر ، وان نظام التعليم الحديث من وضع الكفار تافع فقد اضاع الاسلام جاحد وجامد . أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين وسائر الشرقيين ويخرجهم عن جميع مقوماتهم ومشخصاتهم ، ويجعلهم على إنكار ماضيهم ، ويجعلهم اشبه بالجزء الكيماوي الذي يدخل في تركيب جسم آخر كان بعيداً فيذوب فيه ويفقد هويته. وهذا الميل في النفس الى انكار الانسان لماضيه واعترافه بأن آباءه كانوا سافلين ، وانه هو يريد أن يبرأ منهم لا يصدر إلا عن الغسل الخسيس ، الوضيع النفس ، أو عن الذي يشعر أنه في وسط قومه دنيء الأصل ، فيسعى هو في انكار أصل أمته بأسرها لأنه يعلم نفسه منها بمكان خسيس ليس له نصيب من تلك الأصالة ، وهو مخالف لسنن الكون الطبيعية التي جعلت في كل أمة ميلاً طبيعياً للاحتفاظ بمقوماتها ومشخصاتها من وعقيدة وعادة وطعام وشراب وسكنى وغير ذلك إلا ما ثبت ضرره (۱) محافظة الشعوب الافرنجية على قوميتها لفة فلننظر الى اوروبة - لأنها هي اليوم المثل الأعلى في ذلك - فنجد كل 1 (۱) قال المستر شمبرلين ناظر خارجية انكلترا سابقاً نحن الانكليز أمة تقليدية محافظة على القديم لا نرضي بتبديل شيء من اوضاعنا الا اذا ثبت ضرره ولم يبق مناص من تغييره (ش)

٨٨

٨٨