صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أمة فيها تأبى ان تندمج في أمة أخرى . فالانكليز يريدون ان يبقوا انكليزاً، والافرنسيس يريدون ان يبقوا افرنسيساً ، والالمان لا يريدون ان يكونوا إلا الماناً ، والطلبان لا يرضون أن يكونوا إلا طلياناً، والروس قصارى همهم أن يكونوا روساً ، وهلم جراً ومما يزيد هذا المثال تأثيراً في النفس ان الايرلنديين مثلا أمة صغيرة مجاورة للانكليز وقد بذل هؤلاء جميع ما يتصوره العقل من الجهود ليدمجوهم في سوادهم مدة تزيد عن سبعمائة سنة ، فأبوا أن يصيروا انكليزاً ولبثوا ايرلنديين بلسانهم وعقيدتهم واذواقهم وعاداتهم وفي فرنسة نفسها تأبى أمة ( البريتون ، إلا أن تحافظ على أصلها . وفي جنوبي فرنسة جيل يقال لهم ( الباشكنس ، احتفظوا بقوميتهم تجاه القوط ، ثم تجاه العرب ، ثم تجاه الاسبان ، ثم تجاه الفرنسيس ، وجميعهم مليون نسمة. وهم لا يزالون على لغتهم وزيهم وعاداتهم وجميع اوضاعهم . والفلمنك يأبون أن يجعلوا اللغة الافرنسية لغتهم والثقافة الافرنسية ثقافتهم ، ولم يزالوا يصيحون في بلجيكا حق اضطرت دولة بلجيكا الى الاعتراف بلغتهم لغة رسمية وفي سويسرة ثلاثة أقسام : القسم الالماني وهو مليونان وثمانمائة الف و القسم المتكلم بالطليانية وهو اكثر قليلاً من مائتي الف ، والقسم المتكلم باللغة الفرنسية وكل قسم منها محافظ على لغته وقوانينه ومنازعه مع انهم كلهم متحدون في مصالحهم السياسية وهم يعيشون في مملكة واحدة وان الدانمرك وبلاد الاسكنديناف وهو لاندة فروع من الشجرة الالمانية لا مراء في ذلك ، لكنهم لا يريدون الاندماج في الالمان ولا العدول عن قومياتهم . وبقي ( التشيك ، مئتين من السنين تحت - الالمان و تقوا

٨٩

٨٩