صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/90

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فأنقل الى القراء العرب فقرة من رسالة طويلة جاءت من مراسل اوروبي سائح في اليابان وظهرت في جريدة « جرنال دو جنيف ، بتاريخ ٢٠ اكتوبر ( ۱۹۳۱ ( فانه يقول : اليابانية هي هي ه ان الياباني يحب الفن قبل كل شيء ، وإن رأيته ساعياً في كسب المال فلاجل ان يلذذ بالمال اهواءه المنصرفة الى الحسن والجمال . وقد انتقش في صفحة نفسه الشعور القومي الشديد عدا الميل الى الجمال ، لأنه يفتخر بكون اليابان في مدة ستين سنة فقط صارت من طور أمة في القرون الوسطى اقطاعية الحكم إلى أمة عظيمة من أعظم الأمم ، ومما لا ريب فيه ان الديانة ذات دور عظيم في سياسة اليابان ( ليتأمل القارىء ) وهي في الحقيقة فلسفة مبنية على الاعتراف بكل ما تركه القدماء السلائلهم . فالياباني المصري قد ائتلف مع جميع احتياجات الحياة العصرية ، لكن الميل الدائم إلى الرجوع الى ماضيه ومع التمسك الشديد بقوميته ، غير مجيب نداء التفرنج ) وفي الأصل التغرب Occidentalisme ) الذي لا يريد الياباني ان يأخذ منه إلا ما هو ضروري له لأجل مصارعة سائر الامم بنجاح ، ولا شك ان هذا مثال فريد في تاريخ أمم الشرق الأقصى لا ثم يقول : لكن مع bie كان اليابانيون يكرهون الاسفار الى البلدان البعيدة، ويحظرون دخول الاجانب الى بلادهم ، ولكن هذا المنع قد ارتفع بعد النهضة العصرية ، وتلاقت اليابان ما فات بشكل مدهش . والنتائج هي أمامنا إلا أن الماضي يزال عند اليابانيين مقدساً معظماً في جميع طبقاتهم لانه في هذا الماضي المقدس يجد اليابانيون جميع شعورهم بقيمتهم الحاضرة ، فتراهم يكافحون بوسائل المدنية الحديثة التامة التي لا سبيل الى الحياة بدونها في أيامنا هذه ، لكن ينبذون كل ) تغرب ، بمجرد ما يحدون أنفسهم في غنى عنه ، ويعودون مع اللذة الى شعورهم القومي الخالص الذي به يعتقدون انهم الأعلون .

٩٢

٩٢