عن دولته العظمى أنها ) متأخرة ) أو ( متفهقرة ) فان كانت انكلترة بعد هذا متقهقرة فيا حبذا ) التقهقر ) . عشائه ولماذا كانت القارة الأوروبية كلها مسيحية مفتخرة بمسيحيتها ، تتباهى ان الخبز والخمر يستحيلان الى جسد الرب تماماً وحقيقة لا مجازاً ، ولما كان القسيس عندهم هو خليفة المسيح كان لا بد له كل يوم عند التقديس في الكنيسة أن يتناول لقمة من الخبز ويشرب رشفة من الخمر وهو يتلفظ بنفس الكلمات التي تفوه بها السيد المسيح عليه السلام في أثناء مع الحواريين فمق فعل ذلك تحول هذا الخبز وهذا الخمر الى جسد الرب حقيقة لا مجازاً، ولذلك يوضع هذا الخبز ويسمونه القربان في حق ثمين فوق المذبح من الكنيسة ويسجدون له وذلك باعتبار ان هذا القربان هو الإله نفسه، ويسمون وجود الإله فيه « بالحضور الحقيقي ، وبالافرنسية Présence réelle وهذا من أعظم الأسرار المقدسة عندهم. وإذا اشرف المريض على الموت جاء القسيس وتلقى منه الاعتراف بذنوبه وناوله هذا القربان فقيل أنه ذهب الى الآخرة متزوداً الأسرار الإلهية . وقد كانت هذه العقيدة هي عقدة المسيحيين جميعاً ولا تزال عقيدة اكثرهم الى اليوم الا انه جرى الاصلاح البروتستانتي تغير الاعتقاد عند اتباعه بقضية الحضور الحقيقي وباستحالة الخبز والخمر اللذين يقدس عليها القسيس الى جسد الرب ودمه حقيقة لا مجازاً . وقال البروتستانتيون ان هذا مجاز لا حقيقة وانه مجرد رمز وتذكار وعدلوا عن وضع القربان فوق المذبح والسجود له باعتبار انه هو الإله بذاته وصاروا في كنائس البروتستانت يجعلون هذا القربان في تجويف خاص به من الحائط ولكن الكنيسة الانكليكانية أي الكنيسة العليا في انكلترة لم يتفق رأيها في قضية القربان فحزب اليمين منها كان باقياً على عقيدته الاصلية وهي ان الخبز والخمر يستحيلان بتقديس الكامن الى جسد الرب حقيقة لا مجازاً، وحزب الوسط مع حزب اليسار كاتا يقولان ان كلمات السيد المسيح هذه لم تكن إلا رمزاً وأنه لا يمكن ان يتحول الخبز والخمر تحت تقديس الكاهن الى جسد الرب ودمه واعتمدوا في رفض العقيدة الكاثوليكية على ( كتاب الصلاة ) الذي هو دستور الكنيسة الانكليكانية وهو كتاب وضعه بروتستانتيو الانكليز لمذهبهم يوم انشقوا عن الكنيسة الرومانية ولما كانت هذه المسألة مسألة خلافية بين اتباع الكنيسة الانكليكانية وقد عمل فيها كل فريق برأيه وخيف فيها من انشقاق عام أمرت الحكومة البريطانية بتأليف مجمع من الأساقفة تحت =
97