فعل هذا ؟ الجواب هم اليهود المصريون الذين هم أشد الناس أخذاً بمبادىء العلم الحديث والحضارة المصرية . وَمَا يَذَكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبَابِ (1) وماذا عساني أحصي من هذه الأماثيل والعبر في رسالة وجيزة كهذه ؟ كل قوم يعتصمون بدينهم ومقومات ملتهم ومشخصات قومهم الموروثة ولا ينبزون بهذه الالقاب إلا المسلمين ! فإنه إذا دعاهم داع إلى الاستمساك بقرآنهم وعقيدتهم ومقوماتهم و مشخصاتهم وباللسان العربي وآدابه والحياة الشرقية ومناحيها قامة قيامة الذين في قلوبهم مرض وصاحوا : لقسقط الرجعية . وقالوا : كيف تريدون الرقي وأنتم متمسكون بأوضاع بالية باقية من القرون الوسطى ونحن في عصر جديد جميع ... هؤلاء الخلائق تعلموا وتقدموا وترقوا وعلوا وطاروا في السماء والمسيحي منهم باق على انجيله وتقاليده الكنسية ، واليهودي باق على وثنه وأرزه المقدس ، وكل حزب منهم فرح بما لديه وهذا المسلم المسكين يستحيل ان يترقى إلا إذا رمى بقرآنه وعقيدته ومآخذه ومتارکه و منازعه ومشاربه ولباسه وفراشه وطعامه وشرابه وأدبه وطربه وغير ذلك وانفصل من كل تاريخه ، فان لم يفعل ذلك فلا حظ له من الرقي ؟ فهذا ما كان من ضرر الجاحد الذي يقصد السوء بالاسلام وبالشرق أجمع ويخدع السذج بأقاويله . (1) من الآية : ٢٦٩ من البقرة .
۹۹