صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 1).pdf/3

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
مايو ۱۹۲٥
٥٤١
محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني


عشر لم يحارب بعضهم بعضا بل نريد ان نوضح ان عوامل الفصل والاتحاد في المسائل السياسية والحربية لم تكن جنسية ولا قومية1 أضف إلى ذلك أن العوامل التي حركت النبضة القومية العربية لم تكن قد بدأت تؤثر في العالم العربي حينئذ فمن الجهة الواحدة لم يكن التركي قد بلغ من الشعور بتفوقه على سائر الشعوب في السلطنة التركية ما حرك في صدور العرب الآمال القومية التي تدور على كل الألسن في سوريا وفلسطين والعراق الآن. ومن الجهة الثانية كانت وسائل الانتقال والتعليم قليلة ودرس مفاخر العرب ومجدهم الغابر كان لا يزال في بدنه فلم يجد العرب حينئذ ما يخرجهم من دائرة قراهم الضيقة ويجعلهم يشعرون أنهم أبناء وحدة قومية عربية عظيمة. ولا يزال في سورية كثير من الشيوخ الذين لم يتعدوا حدود القرية التي ولدوا فيها فمن المحتمل أن النزاع بين محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني لم يكن نزاعا بين جنس وجنس فعلينا أن نبحث عن أسباب أخرى بعثت عليه. ويظهر لي أن بار تو ودافيز ب كانا غير عارفين بالحياة الشرقية وفلسفتها في وقت هذا النزاع حين كتبا ما کتباهُ في هذا الموضوع. كلاهما عاش في: وكانت القومية أقوى عناصره في أوربا وقد تكون الثورات التي نشبت حوالي سنة ۱۸۳۰ جعلتها بنظرين إلى الشرق نظرة متأثرة بالنهضة القومية في أوربا

***

وهناك جماعة أخرى من الكتاب يرون أن محمد علي كان في الراجح يجتهد ليحل محل السلطان محمود الثاني في مقام السلطنة والخلافة. وهو لا يعبأ باقوالهم كثيرا2 لانها كلها تقريبا ترجع الى جريدة المونيتور العثانية ( سنة ۱۸۶۱ م ۱۸۳ ) او تستند على تصريحات لوزراء والسفراء انتراك. فاذا لم نجد أدلة اقوى من تأبيد هذا الرأي اقمطررنا ان نحسب هذه الأقوال والتصريحات دعوة ( برو بغاتده أية نشرت لبيان تبعة محمد

علي في هذا النزاع و براءة السلطان محمود الثاني . ولقد عرف ثناء الحرب الكبرى شيئا


  1. طالع ما قاله محمد علي في هذا العدد ونشر في Recueil des Traités de la 361-362 ,Polte Ottounane Il الذي وضعه البارون و تستها . ولاحظ كيف محمد علي باشا استعمل لفظتي «مسلم» « وقومية »
  2. من هولاد کاهوي في كتابه « المسالة الشرقية » ص ۷۹ و مريوط «المسالة الشرفية » من ۲۰۳ – ٢٠٤ و سمیٹرو بس « أوربا المعاصرة »