صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 3).pdf/1

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٨٠
المقتطف
محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني

محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني

العوامل الجغرافية والاقتصادية في النزاع بينهما

–٣–

﴿الخمور والتبغ﴾ تحریم احتساء الخمور وسائر المشروبات الروحية في مصر الإسلامية كان سببا في أن كثيرين من أهلها باتوا في بعض الأحيان لا يعرفون الاعتدال في تدخين التبغ. ومع أن الجدل في مصر على فائدة التبغ كان عنيفا في خلال القرن السابع عشر فانه ما جابت أوائل القرن التاسع عشر حتى اصبح تدخين عاما الى حد كبير وقد انبأنا «کارن » الذي مر بصر حوالي سنة ۱۸۳۰ بانه كان شائعة في القاهرة حتى بين السيدات . وكان اهل المدن المصرية في تلك الأيام يفضلون التبغ السوري على التبغ البلدي لبب لم يقف عليه كاتب هذه المقالة فكانت البلاد تستورد منه مقادیر كبيرة في كل سنة فاستوردت في سنة ۱۷۹۹ من اللاذقية وحدها ٤۰۰۰ بالة زنة كل منها ٤۰۰ رطل وأصدرت اليها صور في السنة نفسها من ٤٠٠ بالة إلى ... وقد أيد هذه الحقيقة بوجه الاجمال ما كتبه سنت جون وديسال اللذان أرتادا مصر في العقد الثالث من القرن الماضي

﴿التجارة ﴾ ولقد كانت سورية منذ عصور غابرة منفذة من المنافذ الكبرى لتصريف تجارة اسيا الوسطى والهند وجانب كبير من العراق والاناضول فصمغ ایران وراوند الصين وقر من شمال العراق وار مبنيا الصغرى وعفص الاناضول كانت ترسل كلها إلى مصر وغيرها من بلدان البحر الأبيض المتوسط عن طريق سور بة . ولا تزال آماء بعض الأقمشة الحربية الى يومنا هذا ندل دلالة كافية على ما كان انا في العصور الوسطى وما لنا اليوم من الصلات بآسيا الوسطي . فان حریر فنا وحرير ساتان المعروفين عندنا الآن أصلها على الغالب من اسيا الوسطى . وكثير من الحجارة الكريمة التي كانت تباع في اسواق الشرق في ايام محمد علي و قبل ايامه كانت ترد كذلك من ایران و اسيا الوسطى ولم تكن هذه الساع كبيرة الحجم فكان الحجاج بنقلونها معهم في ذهابهم الى الحج اذ كان يجتمع ألوف منهم في دمشق كل عام ومن هناك بسيرون مما إلى مكة والمدينة . وفي بعض الأعوام كانوا يقيمون شهر او شهرين في سوريا فيساعدون بذلك على ترويج تجارتها وصناعاتها