صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 3).pdf/4

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قالب:أغسطس ۱۹۲۰

كذلك كان له خط ثالث في جبل الكرمل وخط رابع هو خط هيأته الطبيعة خصيصا في صحراء سيناء

كان جانب عظيم من ساحل سوربا قاحلا مجدا وكانت فيه صخور قليلة هنا وهناك ولكنه كان في معظم امتداد مستقية اجزاؤه المتعرجة قريبة إلى منحدرات الجبال المجاورة له بحيث كان من الميسور اتخاذها حصونا له فباستيلاء محمد علي على سوربا حمي جناحه من الاستهداف لهجات اسطول السلطان

وقد كان جميع المغيرين على سوريا يتجنبون غالبا انزال جنودهم إلى البر قبل ان تصبح البلاد الواقعة وراء الساحل في قبضتهم فتحوتمس وستي ورمسيس والاسكندر و نابوليون اغاروا على سوريا من طريق البر غیر آن ساحلا كساحل سورية كان على الضد من ذلك ذا فائدة حقيقية لمحمد علي في حربه مع السلطان محمود اذ استطاع بما كان له من القواعد البحرية في گریت والاسكندرونة وعكا أن يدافع عن مصر بحرة وكانت سوريا ايضا طريقا عاما بين آسيا وافريقية وقنطرة عظيمة تصل أملاك محمد علي باملاك السلطان محمود ولهذا السبب كان ينبغي أن تكون السيطرة عليها الوالي مصر

وان من ينعم النظر في ما أبداه محمد علي من الهمة في تشييد المباني في سورية بين سنة ۱۸۳۱ وسنة ۱۸۶۰ يغلب آن يؤي بد صحة تعليلنا هذا للبواعث التي دفعت به الى فتح سور یا فانه حصن شعاب طوروس وجدد بناء حصون عكا ورميم طريقا حربيا كبيرا بين شمال سوريا ومصر وشرع في تحويل الإسكندرونة الى قاعدة بحرية ثم ان ما كان شدة تصميم إبراهيم باشا على اخذ ادنه من السلطان علاوة على سوریا لا ينام الا على الوجه الذي عطلنا به بواعث ابيه

وقصارى القول أن سورية ومصر كانتا منذ مائة سنة تؤلفان وحدة اقتصادية وبمعنی ما وحدة جغرافية طبيعية وقد اعترف محمد علي بهذه الحقيقة منذ أوائل عهد ولايته ورغب بحر به مع الباب العالي في أن يجعل البلادين وحدة سياسية أيضا آه جامعة بيروت الأميركية     الدكتور اسد رستم