صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/164

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومن حسن وحدد اليوم الثاني المقابلة الأمير المنصور وتوقيع الاتفاق . فاضطربت كثيرة لأني كنت أعتقد أن هذا يعني ضياع كل جهودنا وصيرورة بلادنا تدار کا حدی المستعمرات الفرنسية ولو اختلفت المظاه الحظ أن وصل الدكتور ثابت نمان ، طبيب الملك حسين ، الى باريس ، ومعه أمر محرري من الملك يحظر عليه توقيع أي اتفاق يتنافى والعهود المعطاة له من الحكومة البريطانية قبل دخوله في الحرب ، وهذه العهود صريحة بأن يكون العرب مستقلين استقلالا اما في المنطقة التي يتباحث بشأنها الأمير فيصل مع الحكومة الفرنسية . كما أن اتفاقية سيكس – بيكو لا تجيز ما ورد باتفاق فيصل - کلمنصو الذي يجعل سورية تحت الحماية الفرنسية المقنعة بقناع الاستقلال والحرية . وعندما غادر الأمير مقره مع رسم حیدر القابلة كلة عو للمرة الأخيرة قبل مغادرة باريس لحقت به إلى السيارة راجيا سموه بأن لا يوقع الاتفاق وأن مخير كلنصو شفهيا بقبوله ، وأنه سيعرض نصوصه على الأمة السورية التي يأمل أنها ستقدر من ايا هذا الاتفاق و توافق عليه . وأحمد الله على أني نجحت في مسعاي وم يوقع الامير الاتفاق بل اكتفى وكلنصو بوضع الأحرف الأولى من اسمهما عليه ، و كان ذلك حجر الزاوية في تمتعنا باستقلالنا بعد الحرب العامة الثانية إذ كانت حجة انكلترا وأميركا باخراج الفرنسيين من سورية هي بسبب ضرب دمشق بالقنابل ثلاثة أيام منذ ۲۹ أيار 1945 وعدم وجود أي مستند ممكن أن تمسك به فرنسا التبرير بقاء قواتها في سورية ضد رغبة سكانها ، واستعمالها القوة الغاشمة والعنف و اقدامها على ذلك العدوان الفاضح الذي بدأ يوم ۲۹ أيار 945 | ۱۰۸-