صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/29

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ولكن الآن تبين لي أنه لولا الصبر والتأني اللذان مكنني الفاطر سبحانه منهما رجعت معرفة غير كافية ، ولذلات أصبحت لا أحس أن أقول تمت احاطتي وانما أقول أصبح يجوز لي أن أفصل بشيء من الطمأنينة ، وان تأخير هذا التفصيل والشرح كان أنفع وجاء اليوم في وقته

والشرح ههنا يتعلق بثلاثة مواضيع « أو موضوعات » :

۱ – اوروبا العثمانية.

٢ – الاتحاديون وغيرهم.

٣ – رجال الاصلاح الحقيقي وابناء العرب هنا وفي الجهات الأخرى .

واني أبدأ بالاول لقصر البحث فيه ، واشفع بالثاني ، وأخرت الثالث لطوله وطوّلته لتوقف التفاهم و كثير من أعمالنا على الإحاطة بهذه الحقائق المشروحة فيه

اوروبا العثمانية : لقد كشفت اوروبا آخر ستار من ستر السياسة في المسألة العثمانية وقررت التدخل في سائر شؤونها وانما لا يزالون مختلفين بعض الاختلاف في كيفية هذا التدخل وكميته وصورة توزيعه فيما بينهم ، وليس في اوروبا اليوم موضوع مقرب على هذا الموضوع ، ولا تمضي ثلاثة أشهر حتى تتمخض الليالي فتلد ذلك الشكل الجديد الذي يتفقون عليه ، والذي أظنه أن الدولة ستبقى معه و تعيش أحسن مما كانت عائشة لأن بعض التدخل طب ، ولست مغالية اذا ذهبت إلى أن الموت أقرب اليها مع عدم التدخل البتة منه مع شيء من ذلك ، فانا اذا قلنا بعدم التدخل البتة فحينئذ تخلق كل واحدة سببا لانشاب الحرب عليها فتؤخذ بداء السكتة دفعة واحدة.

–٢٣–