صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/31

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

لاني اجل رأي أكثر من رأيي، وانما أرجو أن يكون في خطئي شيء من البركة، أرجو ذلك من مصداق قوله سبحانه : « فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا».

هذا وصف الاتحاديين بما هم عليه اليوم . أما الروم فقد قلوا في المملكة وقصاراهم أن يحافظوا على ما بيدهم من امتیازات البطركية و حق المبعوثية وسيقل الالتفات اليهم، وأماالأرمن فهم آلة بيد روسية وسيتم لهم في المبعوثية حظ قريب مما يأملون .وأما نحن معشر العرب فان اخاكم الآن يعتبر ممثل جماعتنا، وقد فصلت ما تم على يدي في الكتاب الذي ارسلته إلى الاخ الرفيق في البريد الماضي وههنا سأزيد.

رجال الاصلاح الحقيقي وابناء العرب هنا وفي الجهات الاخرى :

ما أظنكم - أستغفر الله - ما أعتقد انكم في حاجة إلى بيان أن رجال الاصلاح الحقيقيين غير كثيرين، وما أعتقد انكم تعرفون منهم ثلاثة أو أربعة، وأعني برجال الإصلاح الحقيقيين من جمعوا في موضوع الإصلاح بين صدق النظر وصدق العمل، من كثرت تجاربهم و مر نت رويتهم وصحت عزيمتهم وشهد لهم ماضيهم، من كثر اختلاطهم بمختلف الطبقات، ووقوفهم على متباين النزعات وصبرهم على متنوع العقبات، من امتزجت روحهم تحب النظام الذي تحبه الله و كره الفساد الذي يكرهه الله وامتزجت سيرتهم باخبار معا مع الجهاد الإصلاحي و من اشربت أفكارهم فهم معنى الرابطة وأفئدتهم حبها وتعشقها فنحن أقلة هؤلاء واقعون أمام حاجتين عظيمتين : الحاجة إلى تكثيره، والحاجة الى اشتغال هؤلاء مع من ليس من جنسهم وطبيعتهم، ثم نحن مع

–٢٥–