صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/39

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

طرابلس وبرقة كما أطلقت الثانية يد الاولى اذا ما حاولت الاستيلاء على الدردنيل.

فلما أن انقسمت أوروبا قبل الحرب إلى معسكرين، راحت الدولة العثمانية تفكر في أيهما أرجح كفة لصالحها كما تميل اليه و تنضوي وخاصة أنها تحققت من أن الحياد مستحيل.

ولقد تشعبت الآراء في هذه الاثناء واختلفت الاتجاهات، ولكن الأحداث ما لبثت أن رجحت فكرة الانضمام إلى ألمانيا وحلفائها على فكرة الانضمام إلى فرنسة وحلفائها. ونستطيع أن نحدد ذلك ببدء الغزوة الايطالية لطرابلس وبرقة إذ طلبت تركيا من بريطانيا التدخل لتسوية مشكلة الغزوة الايطالية،فما كان من بريطان ياإلاأن أبدت اعتذارها معربة عن عدم استعدادها لمثل هذه المهمة.

وكان جمال باشا معروفًا بصداقته لفرنسة، فسافر إلى باريس قبیل مقتل الأرشيدوق فرنسوا فرديناند، واجتمع هناك إلى وزير الخارجية الفرنسية، وبحث معه الموقف الدولي وهل اذا كانت فرنسا تضمن للدولة العثمانية كيانها اذا ما سارت الى جانبها، وهي ملتزمة الحياد اذا نشبت الحرب، فما كان من الوزير الا أن أجاب : ولا سبيل إلى الجواب قبل استفتاء حليفتنا روسيا في هذا الشأن».

ثم أحاله على مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الفرنسية وكان جمال باشا في خلال حديثه مع المدير المذكور يحاول غاية جهده أن يقنعه بانضمام تركيا إلى صفوف فرنسا لقاء مساعدة الحكومة الفرنسية وحلفائها لتركيا كما تنهض من كبوتها وتسترد قوتها بعد الوهن الذي

–٣٣–