صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/52

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

التمس من والده السماح له بالسفر إلى الأستانة عله يجد من رجال الدولة العثمانية ما يضمن الحفاظ على حقوق العرب وكيان الحجاز المهدد.

توجه الأمير الى دمشق فوصلها في ايلول ۱۹۱٥. وكنا، أعضاء الفتاة، نبذل قصارى الجهد لمجابهة الخطر الداهم، فأجمعنا الرأي على الإفادة من الفرصة السانحة لنا بوجود الأمير فيصل بين ظهرانينا. ولما كان قد حل ضيفا على عطا باشا البكري، وكان ابنه نسيب من اخواننا، اتصلتا به بسهولة، ودرسنا فكرة ادخاله في عداد أعضاء الجمعية، فوجدنا فيه تربة خصبة، وهو ما كنا نتمناه، فسلكناه في عقد أعضاء الجمعية ورجونا منه التوسط لدى السلطات العليا للافراج عن المعتقلين الوطنيين العرب في عاليه.

وقد رغب الأمير فيصل معرفة مدى قوة الحركة العربية في سورية، فاجتمع أولا بالشيخ بدر الدين، ثم بياسين باشا الهاشمي رئيس أركان حرب وكالة قيادة الجيش الرابع، ورضا باشا الركابي، وسأل عن المساعدة التي تحتاجها سورية لتشترك بالحركة التحريرية العربية عند الاقتضاء، فما كان من ياسين باشا الهاشمي إلا أن أجابه بأن سورية لا تحتاج إلا إلى عزم الحسين على ترؤس الحركة التحريرية العربية ؛ فكان لهذا الموقف الحازم، موقف الهاشمي، أثر عميق في نفس فيصل، لأنه موقف شخص يملك صفة التكلم باسم قوى الجيش المرابط في سورية وهو الذي يتألف بأكثريته من العرب.

وقد سلمته الجمعية المصوَّر الذي يعين حدود البلاد العربية الجغرافية في آسيا وهي التي يجب أن يدور السعي على أساسها لنيل الاستقلال، وسرعان ما أرسل بجميع ما وقف عليه الى والده الحسين، ثم توسط

–٤٦–