صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/53

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

لدى جمال باشا كي يعدل عن سياسة البطش برجالات العرب على غير جدوى.

وتابع السير الى الاستانة حيث اجتمع بالصدر الأعظم وأنور وطلعت وكشف لهم عن الوثائق التي عثر عليها مع وهيب باشا، وأضاف فأبان لهم بصراحة مضار سياسة الضغط التي بنحوها جمال باشا تلقاء العرب، فكان لمحادثته صداها وأثرها، وقد وعدوه خيرا، و بعثوا للحال الى جمال باشا يوصونه بفيصل، كما انهم حولوا وهيب باشا عن الحجاز بعد أن بعثوا مكانه غالب باشا. على أن هذا كله لم يفد في تغيير الخطة التي كان يتبعها جمال باشا في سورية. واذا كان قد جامل الأمير فيصل لدن عودته إلى دمشق فا ذاك إلا أملا" بأن رافقه على رأس فرقة حجازية في حملته الثانية على القنال.

وفي هذه الأثناء كان في عاليه فريق جديد من المعتقلين العرب وهم : شفيق المؤيد والأمير عمر ورفيق رزق سلوم وعمر حمد وعبد الغني العريسي وعارف الشهابي وتوفيق البساط وسيف الدين الخطيب والشيخ احمد طبارة وسليم الجزائري و جلال البخاري وأمين لطفي و سليم الاحمد عبد الهادي وفايز الخوري ورضا الصلح ورياض الصلح، وقد سعی الأمير ما استطاع الافراج عنهم باذلًا كل ما لديه من الوسائل الفعالة سواء في الاستانة أو في دمشق، ولكنه خاب سعيا وذهبت مجهوداته أدراج الرياح، فاضطر لمراجعة والده، فأبرق الحسين إلى أنور باشا ينذره بأن الحرب الحاضرة تستلزم مساهمة العرب فيها بكل قواهم لأن بلاده من أهم ميادين القتال، وان ارضاء الشعب العربي يستلزم منح سورية النظام اللامركزي الذي ننشده، واعلان العفو العام عن المتهمين السياسيين

–٤٧–