صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/55

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

فيصل أن نجو بنفسه إلى الحجاز، وعندما طلب منه جمال باشا استقدام أخيه، اتخذ من ذلك ذريعة فطلب من جمال باشا أن يسمح له بالسفر المدينة ليعود مع أخيه والمتطوعة إلى دمشق ومنها إلى جهة القنال، وقد تألف وفد القيام بهذه المهمة وهي استقبال المتطوعين الحجازبين، برئاسة فيصل وعضوية كاظم بك مفتش منزل الجيش الرابع و آسف بك المستشار العدلي والشيخ عبد القادر الخطيب والسيد نسيب البكري، وقصد الجميع المدينة المنورة بالسكة الحديدية في منتصف شهر مایس و استقبلوا بكل حفاوة وانضم فيصل إلى أخيه واعتذر إلى أعضاء الوفد عن تعذر عودته معهم لأنه لم يعط قرار بعد بسفر المتطوعين عن طريق السكة الحديدية إلى دمشق او عن طريق الصحراء الى القنال. و بذلات نجا بنفسه.

وفي تلك الأثناء وصل فخري باشا وکیل قائد الجيش الرابع إلى المدينة للاشراف على الحالة وقيادة القوى الموجودة فيها وهي من خيرة القوى التركية وقد عززت بقوى أخرى بحجة ارسالها إلى اليمن. وخشي الشريف حسين توالي وصول النجدات الى المدينة ثم احتلال الحجاز عسكريا وسلبه امتیازاته، فأنهى محادثاته مع انكلترا بسرعة وأعلن الثورة العربية بتاريخ ٢ حزيران ۱۹۱٦

وقد أعقب توقيف عبد الخليل اعتقال أمين لطفي قائد الحامية في الاسكندرون، وهو من المتصلين بعبد الكريم إذ اشيع أنه اتفق معه على قطع الاتصال بين الأناضول وسورية اذا ما قامت حركة تحريرية فيها. وقد اتخذ جمال باشا هذه الحوادث ذريعة لاتباع سياسة البطش القاسية، فراح يبعد المثقفين والضباط والقطعات العربية في

–٤٩–