صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/7

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مقدمة

إيماني بالوحدة العربية قوي کإيماني بالله، لا أتحلحل عنه ولا أميل، ولا يسعني إلا أن أفكر به كلما فكرت بالعروبة ونجاحها. ذاك ديدني بل مبدئي في حياتي منذ عرفت الحياة وعرفت الجهاد.

ولهذا الإيمان أسبابه في حياتي الخاصة ، فقد ولدت ولا أعرف لي وطناً اقليمياً، ولا معنى لكامة العروبة عندي إلا أنها تنتظم كافة بلدان العرب بأقطارها الناطقة بالضاد، لا فرق لدي بين أحدهما والآخر.

كلها أوطاني و بلادي، وكلها ينبغي أن أستهدفه في جهادي.

كان والدي أحد أمراء الجيش العثماني، وكانت الثورات والحروب قائمة على قدم وساق في ولايات الدولة الأوربية، في أوائل سني خدمته، فقضى زهرة عمره فيها. ثم نقل إلى دمشق، ومنها إلى بعلبك حاكما، ثم مفتشاً للجيش في فلسطين، وكانت بيروت تابعة عسكرياً إلى عكا، ثم عين قائداً للبصرة ووكيلا لواليها.

فكان لي من ذلك أن نشأت وأتممت دراستي الثانوية في ربوع فلسطين وبيروت مع زملاء ربطتني بهم الرابطة المدرسية كمحمد رستم حيدر ورشيد الحسامي وعوني عبد الهادي ورفيق التميمي وعبد الغني العريسي.

-آ-