صفحة:مرآة الحسناء.pdf/105

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٠١
قافية الدال

كم قد ألفتُ التصابي واجتهدت بهِ
ولم أنلْ غيرَ تعذيبٍ وتنكيدِ
وكم أرقتُ وجيشُ الليلِ ملتحمٌ
والنجمُ للغربِ يجري جري مطرودِ
أرعى صفوفَ الدراري في الظلام وبي
شوقٌ يشرِّدُ صبري أيَّ تشريدِ
وأدمعي كعهادِ السحبِ تسفح من
طرفٍ إلى البدرِ بالأشواق مشدودِ
لا بدعَ إن بدَّدتْ نارُ الجوى وسني
فإن للنار طبعًا فعلَ تبديدِ
إن كان بالسيلِ نقصان الجبال فيا
سيولَ دمعي لأجبالِ الهوى زيدي
ذقتُ الصبابةَ فاستعذبتها وأنا
بينَ المحبينَ ذوقي غيرُ مردودِ
وقد رأيتُ أنيني بالغرام دُجًى
ألذَّ لي من سامعي نغمةَ العودِ
أكدُّ عيشي ولم أسمعْ لذي عذلٍ
وقلَّ من عاش عيشًا غيرَ مكدودِ
روحي فدى ظبيةٍ في حبها أُذُني
صمَّاء عن كلِّ ذي عذلٍ وتفنيدِ
وعادةُ العشقِ أن يُبقي الغريقَ بهِ
أعمى العيون أصمَّ الأذنِ ذا جودِ
ليتَ الحبيبةَ ترعى الودَّ ثابتةً
مثلي وما الودُّ في الحسنا بموجودِ
يا للهوى كم تقاسي مهجتي ألمًا
بحبِّ غيداء تحكي الظبي في البيدِ
هيفاءُ تهتزُّ كالخطيِّ مائسةً
تحتَ الوشاحِ بقدٍّ مثل أملودِ
تديرُ لحظًا بهِ خمرُ الصبا لعبت
والحسنُ أودعَ فيهِ شأن عربيدِ
مهلًا لكَ اللهُ يا إنسانَ مقلتها
فما تركتَ فؤَادًا غيرَ مفئُود
زهت بقدٍّ بهِ لطفُ الشمائل قد
جرى من الظرف مجرى الماءِ في العودِ
خودٌ تديرُ كئوس الهجر طافحةً
على محبِّ جريح القلب منجودِ
كم رمتُ وصلًا ولم تمننْ عليَّ بهِ
إذ ليس غيرَ نوال الوصل مقصودي