صفحة:مرآة الحسناء.pdf/126

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٢
قافية الراء

ها قد سقطتَ سقطتَ فَابْشِرْ بالردى
وغدا انقلابك عبرةً لا تعبُرُ
كدَّرتَ نورَ الناس بالنيران وا
عجبًا فذا طبعًا لتلك يكدِّرُ!
هذا نصيبُ معاشرٍ ركنوا إلى
من لم يكن من ركنهم فليصبروا
هواجس
فؤَادٌ على نارِ الوقودِ تسعرا
ودمعٌ بأسواقِ العقودِ تسعَّرَا
وقلبٌ على الأوصاب قَلَّبَهُ الهوى
فراحَ على البلوى يسيم التصبُّرا
وما الحبُّ إلَّا سلطةٌ دمويةٌ
تصولُ على كلٍّ ولو كان قيصرا
صدورٌ لهُ الحسنُ الطبيعيُّ مصدرٌ
وذو الحسن سلطانٌ يصول على الورى
وليس لكل الناس صبرٌ على الهوى
ولا لذَّةٌ في الحبِّ إلا لمن درى
وصالٌ ترجيهِ القلوب ولا لقا
وطيفٌ تراعيهِ العيونُ ولا كرى
وغيداءَ أضحى وجهها معدنَ البها
بهِ خفرٌ أجرى من اللطف عنصرا
تهزُّ من الأعطافِ سمرًا إذا انثنت
وإن نظرت سلَّت من اللحظ أبترا
عيونٌ توارت كهرباءُ الصبا بها
فجاذَبْنَ قلبي للهوى فتفطرا
تحلَّل نورُ الحسن فوقَ خدودها
فلاحَ لدى الأبصار أسمر أحمرا
ومذ لاح روض الحسن من وَجَنَاتها
جنتْ أعيني منهُ شقيقًا وعنبرا
إذا ما غدا ليلُ الغدائر غاشيًا
على قدِّها أبدت من الفرق نيرَّا
سبتني بعطفٍ لاعبتهُ يد الصبا
ويا حسن غصنٍ بالشمائل أزهرا!
فإن لاحَ من تحت الغدافِ جبينها
نظرت ضياءً بالظلام تسترا