صفحة:مرآة الحسناء.pdf/127

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٣
قافية الراء

وإن بسمت ألقت يدًا فوق ثغرها
حياءً فبرقُ الحسن من ديمةٍ سرى
حياءٌ هو الجزءُ المتممُ صورةً
لشكل جمالٍ في الفؤَادِ تصورا
وثقتُ بها إذ عاهدتني أَنها
تصون الولا، لكنما الغدر قد جرى
على ذلك الميثاق حمَّل ذو الهوى
ذمامًا أبى إلَّا الثباتَ الموقرا
فغيَّرتِ الموضوع إذ نفتِ الوفا
ولكن أبى المحمولُ أن يتغيَّرا
إذا حَسِبَتْ حفظ الوفا عرضًا لهُ
زوالٌ فعندي ذاك يحسب جوهرا
رأَت أن طولَ الهجر يُفضي إلى القلى
فجادت بوصلٍ كنت أرجوهُ في الكرى
ولكن قضى بالبعد ما بيننا القضا
فبانتْ فأضحى جمعُ صبري مكسرا
وأصلى غداة البين في كبدي الجوى
لهيبًا أعاد الجفن كالسحب ممطرا
فلما رأيت العيس يجهدها النوى
وشمتُ غزال الحي سار مع السرى
وقفتُ على تلك الطلولِ وأدمعي
تطلُّ وأحشائي تذوب تحسرا
تذكَّرتُ أيامَ اللقاءِ وأنسها
فهمتُ وكم صبٍّ يهيمُ تذكرا
ومذ سارتِ الأحداجُ بالغيد والدمى
رأيت بدورًا في بروجٍ على الثرى
فيا قاتلَ الله الفراقَ فقد غدا
لقلبي وللحسادِ صبرًا وسكرا
لقد فَصَمتْ أيدي البعاد عرى اللقا
ومن عادة الأيام أن تفصم العرى
فوا أسفَ العاني على الزمن الذي
بهِ قد جنى غصن المحبة مثمرا
وكم بتُّ يا عشاقُ للأوج راصدًا
بذاك النوى والقلبُ يصبو محيرا
صبرتُ على دهرٍ أتاح ليَ الردى
لعلمي أن الدَّهرَ لن يتصبرا