صفحة:مرآة الحسناء.pdf/149

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤٥
قافية الراء

لهيبُ جوًى أبقى الدموعَ جواريًا
على ذلك البعد العظيم الذي جرى
وما كنت أدري أَنَّ في البين أكؤسًا
يميل الفتى منها ولو كان عنترا
وأنَّ ببعدِ الإلفِ للمرءِ خطةً
تقلبهُ قهرًا ولو كان قيصرا
فيا أيها الدهرُ الذي للبعاد قد
دعاني كرهًا هل أرى القربَ يا ترى
ويا أيها الربعُ الذي قد تركتُه ترى
هل تضمُّ الصحْبَ أم صرت مقفرا
لعينيك أن تحظى برؤيا أحبتي
ولكن لعيني أن تنوحَ وتسهرا
كسرتَ فؤَادي يا زمان تشتتي
فيا ليت شعري هل ألاقي مجبرا
بدورَ الحمى، إني غريبٌ بدونكم
ولو كنت في الفردوس في أرفع الذرى
فلا تحسبوني حلتُ عن عهد حبكم
إذا كنتُ في أرض الهوى متخطرا
أنا حافظٌ عهدي، أنا راهنٌ يدي
أنا حارسٌ ودي، أنا واثقُ العرى
فكلُّ ضياءِ الكون عندي ظلمةٌ
إذ كان طرفي لا يراكم ولا يُرَى
وقال يرثي المرحوم ميخائيل أديب في أنطاكية
قف يا حزين على هذا الثرى سحرَا
واندبْ ونحْ إذ بهِ بدرُ الحمى قبرا
وصحْ بقلبٍ من الأحزان منكسر
يا ويل غصنٍ غدا بالموت منكسرا
يا أيها القبرُ بحرٌ أنت أم فلكٌ
فقد وجدناك تحوي البدرَ والدررا
كم أنتَ يا قبرُ ذو خصبٍ فما برحت
تجني الخواطرُ منك الخوف والحذرا
ويحًا عليكَ أيا نجلَ الأديبِ فقد
ذقتَ المنونَ صغيرًا لم ترَ الكبرا
واهًا لوالدةٍ قد فارقتكَ على
رغمٍ وأنتَ وحيدٌ تشبهُ القمرا