صفحة:مرآة الحسناء.pdf/159

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥٥
قافية السين

وأجابهم مخرنطمًا ومبرطمًا
ويلاهُ من تحسين حال المفلسِ
وكذاكَ لما أخبروا عمرًا بأن
بكرٌ غدا ذا رفعةٍ في المجلسِ
أرغى وأزبدَ خائرًا كالمعتري
وانتابَ سحنتهُ ظلامُ الحندسِ
وتوقَّدت عيناهُ أيَّ توقدٍ
بشرارة الحسد البهيم الغطرسِ
وإنحاز يصرخُ قد كذبتم فاصدقوا
إنَّ السعادةَ لا ترى في المتعسِ
وروَوا على بكرٍ بأنَّ صديقهُ
يحيي بعزٍّ بعد ذلٍ قد كسي
فانساب كالأفعى وقال أعوذ من
غمرٍ غدا متبخترًا بالأطلسِ
والكلُّ يبدون المسرَّة كلَّما
سمعوا بنائبةٍ سرت بالأرؤُسِ
تبًّا لبغيك أيها الإنسان ما
إبليسُ ربُّ النحس منك بأنحسِ
لولاك لم يُطرحْ بنار جهنَّمٍ
خزيًا وقدرُ مقامهِ لم يُركَسِ
يا أيها الإنسان شرُّكَ قد نما
في الأرض بين منوَّع ومجنَّسِ
يؤَذيك عطرُ سواك إِمَّا فاح وا
عجبي وأنتَ تذمُّ طبعَ الخنفسِ
ذي كبرياؤُكَ يا لها من آفةٍ
كالأفعوانِ سعت لقتل الأنفسِ
أمُّ الكبائرِ والجرائرِ كلَّما
شابت تشبُّ بطبعها المتدنسِ
وتُعيدُ من يبلى بها بين الورى
متعرضًا لعروض ثوبِ الملبسِ
هي أصل كلِّ خطيئةٍ ولأجلها
أتت الشريعة بالقصاص المركسِ
لولا الخطيئةُ لم يكن شرع كذا
لولا الشريعةُ لم يكن خطأٌ يُسي