صفحة:مرآة الحسناء.pdf/160

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
وقال
عارٌ على الشعرآء مدحُ الناسِ
فالشعرُ أفخر من لهى الاكياسِ
ما الفرقُ بين يدٍ تُمدُّ بذلُةٍ
ويدٍ تخطُ المدحَ دونَ قياسِ
لا امدحنَّ سوى لبيبٍ فاضل
او صاحبٍ حامي الذمام مواسِ
مالي وللالقاب فهي باهلها
جآءَت كاجراسٍ على افراسِ
كم دولةٍ او رفعةٍ او عزَّةٍ
شُرِبَتْ بمالٍ او برشفة كاسِ
كلماتُ تعظيمٍ على مستحقرٍ
لم يسوَ فلساً في غلاءِ الناس
لو كانت العظماتُ تحلق اهلها
خفيت ولم ينصبْ لهنَّ كراسي
كم من دنيءٍ تحت اسماءِ العُلىَ
يبغي التسامي وهو واطي الراسِ
يتسربل الديباجَ مختالاً بهِ
فخراً على بَدَنِ من الادناسِ
لكن يمدُّ يدَ السؤَالِ لرشوةٍ
فيثلُّ عرش الشرعِ بالاركاسِ
واذا اردت خصامهُ اوما الى
لوحٍ عليه مرصّعٍ بالماسِ
لوحٌ بهِ لاحقَّ للشاكي ولا
صاغٍ لمن يدعو سوى الحبَّاسِ
انّ الذي يشري القضآءَ يبيعهُ
ذا متجر الباغي وشفلُ الخاسي
لا امدحنَّ نظيرَ هذا لا ومن
سبحانهُ خَلَقَ الاسى والآسي
اني ارى باني القصورِ احقَّ من
سكانها بالمدحِ والايناسِ
كلٌّ يجد الى العلى وبقدر ما
يعلو يرى ضيق العلى ويقاسي
فدوائر العلياء كالمخروط ما
برحت تضيق لتنتهي في الراسِ