صفحة:مرآة الحسناء.pdf/181

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
والحبُ يمحلُ عند بعضِ غرسُهُ
كالمال لكن عند بعض يينعُ
والمالُ مثلُ الماء فهو يغيضُ من
جهةٍ ومن جهةٍ يفيضُ وينبعُ
وقال
لولا عيونُك ما غدوتُ صريعا
هُنَّ السيوفُ وبي فتكنَ ذريعا
مُقَلٌ يسلُّ سوادُها بيضاً ولا
يضربنَ الاَّ اكبداً وضلوعا
ويلاهُ كم جارت مضاربُها على
قلبٍ عنا ذلاً لها وخضوعا
يا اختَ امّ الخشفِ كفّي اعيناً
سفكت دمي واستنزفتهُ دموعا
وترفّقي بمتيّمٍ في الحبّ لم
يبرح لا مركِ سامعاً ومطيعا
وتلفتي يا ظبيةَ الانس التي
لم ترضَ الاَّ في حشايَ رتوعا
اللهِ جيدٌ فاق رونقهُ الحُلىَ
فَصَبَتْ اليهِ وعانقتهُ ولوعا
ومعاطفٌ هيْفٌ اذا خطرت لدى
غصن الاراكِ جثا لهنَّ ركوعا
وشمائلٌ طافت على خلو الحشى
بشمولها فحسا ومالَ سريعـا
وغدائرٌ وقعت سلاسلُها على
قلبي فعادَ باسرهنَّ وقيعا
تسري نسيمُ اللطفِ تحت ظلالها
بضحى شبابٍ لا يكفُّ سطوعا
هذا جمالٌ ان بدا للبدر في
عُلياهُ خرَّ لدى سناهُ خشوعا
واذا رأَت شمسُ السماءِ طلوعهُ
خجلت وعادت لا تودُّ طلوعا
يا للهوى حتى مَ يتلفني الهوى
والى متى اغدو بهِ مصروعا
ولأنتِ يا ذات الجفا رفقاً فقد
قطّعتِ قلبي بالجفا تقطيعـا