صفحة:مرآة الحسناء.pdf/193

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨٩
قافية الفاء

عليهِ بلبلَ الالباب غنى
فقام اللحظَ يرقص بالسيوفِ

خيانة العهد

دعاني الى السلوانِ صدُّكِ والجفا
وغدرُكِ لم يترك بقلبي سوى الوفا
عشقتُكِ جهلاً مذ تظاهرت بالولا
وما كنتُ ادري ما بقلبكِ من خفا
وهيهاتِ ان تُصفي المودَّةَ غادةٌ
فمن يسلها رغمَ الهوى بجدِ الصفا
اذا جذبتني للتصابي يدُ الصبى
ثناني الحجى عنهُ فحسبي تشرُّفا
وما انا ممن يرتضي بهوى التي
خلائقها ساءَت عنها الوفا انتفى
فان كنتِ قد عفتِ الودادَ فانني
تركتُ الهوى لكن ودادي ما عفا
انا لستُ اهوى ذا بهاءٍ بوجههِ
اذا لم يكن باهي السجيّةِ منصفا
ولم اخُنِ الميثاقَ حتى منيَّتي
فاني ممَّن قابلَ الغدرَ بالوفا
فقلبيَ صافِ کالزلال وليّنٌ
ولكنهُ أقوى احتمالاً من الصفا
اذا لم يكن فعلُ الجميل كوجههِ
فذا شبهُ قبرٍ بالبياضِ تزخرفا
فلا تحسبي أَنَّ الجمالَ الذي بدا
بوجهكِ يوليكِ المقام المشرّفا
سلوتكِ مذ خنتِ العهودَ جهالةً
وكنتُ على حتفي بحبّكِ مشرفا
ومن عادةِ الحسناءِ ان لا تقومَ في
ذمامٍ وأَن تبدي البديلَ الوفا جفا
جرعتُ كؤوسَ الذلِّ والعزُّ جانبي
فحسبيَ ما لاقيتُ منكِ وقد كفى
اضعتُ شبابي في المحبَّة ليتني
بذاتكِ عمري لم اكن متعرّفا
لحى الله ايامًا بها كنتُ ضاربًا
بوادي هواكِ هايمًا متلهفا