صفحة:مرآة الحسناء.pdf/203

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٩
قافية القاف

انا ذلك السيفُ الصقيل فرندُهُ
وما هوَ الَّا عندَ ذي الخبر برجقُ
كليلٌ يجاريني واني لاعبُ
ضعيفٌ يقاويني وانيَ ارفقُ
وهل يفعلُ المحتاجُ فعل اخي الفتى
ولا سعةٌ في العيش والرزقُ ضيّقُ
ومن لا يردُّ النفسَ عن شهواتها
فذاك بأغلال القبائح يوثقُ
عجبتُ لذي ذلٍ يحاولُ عزّةً
وهل بذليلٍ نعمةُ العزّ تلحقُ
اتى بدَّعي سبقَ الحيادِ ورجلُهٌ
بها قزلٌ تبًّا له كيف يصدقُ
وما هزَّهُ للقولِ غيرُ تكبُّرٍ
دليلُ الفتى خلقٌ وفعلٌ ومنطقُ
وإني ارى العلياءِ يصعبُ نيلُها
على كلِّ مَنْ بالكبريا يتخلّقُ
يُري الناسَ طبعًا ذا صفًا وسلامةٍ
وباطنهُ فيهِ الردى متعتّقُ
وقد يلبسُ الاعداءُ ثوبَ أصادقٍ
وهيهاتُ من اين الصديقُ المحقّقُ
وها اليومَ هذا الخلُّ جاءَ مبرقعًا
بحبٍّ ولكن بالشتيمةِ يَرشقُ
احبَّ فتاةً غادرتهُ مشتتًا
وابقت حشاهُ بالهوى يتعلَّقُ
بغرَّةَ اضحى ملغزًا لي وعزَّةٍ
فتلك انتفت عنهُ وذي فيه تلصقُ
والغزتُ في سعدى فصادف قشعرِ
ففالٌ فمنهُ اقشعرُّ وازهقُ
ومن يفقدِ الحسَّ استوى الكلُّ عندهُ
فلا البردُ يضنيهِ ولا الحرُّ يُحرقُ
بروحي جميلُ الخُلقِ والخلقِ اهيف
بطلعتهِ يزري البدورَ فتمحقُ
غزالٌ غزا القلبَ الشجيَّ بمقلةٍ
على الدَّعَجِ الفتَّانِ والدَلّ ُتطبقُ
يصونُ عن الاقمار والشمس حسنهُ
ومن صانَ حرصًا مالهُ ليس يُسرَقُ