صفحة:مرآة الحسناء.pdf/226

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۲۲۲


وقال الى محمد عاقل كاشف زاده في الاسكندرية جوابا لله عن
قصيدة بعث بها اليه
بدت فقلبي بذاك الحسن مشغولُ
وغازلت فجميلُ الصبرِ مقتولُ
خودٌ إذا ما أماطت برقعًا نظرت
عيناي غصنًا عليهِ البدرُ محمولُ
ترنو إليَّ فكم للوجدِ يجذبني
طرفٌ بإثمد ذاك الحسن مكحولُ
فإن رنت وانثنت لم أستطْع جلَدًا
فالرمحُ يهتزُّ والهنديُّ مسلولُ
ضللتُ في صبح ذيَّاك الجبين ولا
هدًى بصبحٍ عليهِ الليلُ مسبولُ
ومذ دجى ليلُ ذاك الفرع لاح بهِ
بدرٌ لهُ من صفات الحسنِ تكميلُ
من لي بها ذاتَ دَلٍّ في محبتها
صبري وشوقيَ مقطوعٌ وموصولُ
أبكي فيضحكُ بي ظلمًا مُقبَّلُها
فهل لظُلمِكَ يا ضحَّاكُ تعديلُ
صبا إلى قدِّها قلبي فأتلفهُ
فراحَ للطرفِ يشكو وهو مذهولُ
ولحظها بقوى الإدلالِ جاذبني
إلى الهوى ففؤادي اليومَ متبولُ
دبَّت بقلبي شمولُ الوجد حينَ أتت
تُبدي شمائلَ فيها الظرفُ مشمولُ
شهيَّةُ الظَّلم وا ظُلمي ومبسمها
لهُ على نفحات العطر تفضيلُ
كفي دلالكِ يا ذات الجمال فقد
حمَّلتِ قلبيَ ما لا يحملُ الفيلُ
يا قلبُ صبرًا على جور الحبيب عسى
يوليكَ رفقًا وصبرُ الصبِّ مقبولُ
فالحسنُ يقتادُ نحو الحبِّ كلَّ أخي
ذوقٍ وما الحبُّ ممن ذاقَ مملولُ
كم بتُّ والليلُ يغريني بنيِّرهِ
والعقلُ منِّيَ بالآمالِ معقولُ