صفحة:مرآة الحسناء.pdf/248

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤٤
رُبَّ امرئ يزري بمن يرتجي
علمًا وهذا عن قصور الهممْ
ومن رأى ما لم يطلْهُ ازدرى
بهِ ولكن أن ينلهُ فلمْ
أفسدَ بعضُ الناس أقوالهم
وفي فسادِ القول لذَّ الصممْ
ما كلُّ ذي علمٍ لهُ عملٌ
وما لكلِّ الطير صيدُ الرَّخمْ
كلٌّ على مقدارِ طاقتهِ
وأصغرُ الموجود خيرُ العدمْ
ذو العقلِ يقضي الليلَ ملتمسًا
تعليم ذي جهلٍ بكلِّ كرمْ
يا أيها الحاوي حِجًا وزكا
أنتَ محلٌّ لجميع الحكمْ
أتيتنا في كلِّ معرفةٍ
ما خطرت في عَرَبٍ أو عجمْ
لا تنكَرُ الأتعابُ منك فكم
يشهدُ ما علمتَ بينَ الأممْ!
من يجحدِ الأفضالَ منكَ فذا
عن حسدٍ إذ قلبهُ في ضَرَمْ
كم قد بذلتَ النصحَ مجتهدًا
وناصحُ الناس نصوحُ الشيمْ
خيرٌ بكرم الله تزرعهُ
من يزرعِ الخيراتِ يجنِ النعمْ
شيدتَ بالبيعةِ حصنَ التقى
من وثبة الأشرار لا يقتحمْ
إن شمتَ جهلًا بامرئ كنتَ في
غمٍّ وذو العقل كثيرُ الغممْ
يا صاحِ، إن يسمعْك أقوالهُ
أغناك عن عودٍ رخيم النغمْ
مختتمُ الآراءِ آراؤُهُ
وراحةُ الأذهانِ بالمختتمْ
وقال
لو كنتِ تدرين ما في القلب من ألمِ
لما أطلت الجفا يا بانة العلمِ