صفحة:مرآة الحسناء.pdf/258

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٥٤
حبذا وقت الصفا نغنمهُ
فانهضوا للروض صبحًا يا كراما
ها دواعي اللهوِ تدعوكم إلى
أكؤُسٍ حيث انجلت تجلي الظلاما
خندريسٌ تقتل الأتراحَ أن
قتلت وهي التي تحيي الرماما
فاسقِنيها يا نديمي سحرًا
بين غدرانٍ وغيد وندامى
وأدرْ كأسيَ صرفًا أنني
أحسب الصهباءَ بالمزج حراما
وإذا ما شئت أن تمزجَها
فاجعل الريقَ مزاجًا وختاما
نسيان الغرام
جاءَت تذكرني زمان غرامي
من قد أضعت بحبها أيامي
فرأت فؤادي قد سلاها فانثنت
تدعو على العذال واللوامِ
باللهِ لا تدعي على أحدٍ سدًى
لكن أميلي الأذن نحو كلامي
لا تحسبي أني صغيت للايمٍ
بل قد سلوتكِ مذ نقضتِ ذمامي
إن كنتِ قابلت الوفاءَ بذا الجفا
فأنا جفوت صبابتي وهيامي
كم ليلةٍ بهواكِ بت مراقبا
لمعَ البروق وأعيني كغمامي
والقلب يخفق ضمن صدري والهوى
يجري كجري الروح بين عظامي
لا بدعَ إن جذبت عيونك مهجتي
فالجذبُ بعض خصائص الأجسامِ
هيهات أرجع للمحبة بعد ما
عاملتِني بالنكث والإبرامِ
وإذا ندمتِ عليَّ ويحكِ إنني
نظفت أذيالي من الأوخامِ
عارٌ على مثلي الرجوع إلى الهوى
بعد السلوِّ فذاك فعل لئامِ