صفحة:مرآة الحسناء.pdf/269

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦٥

وقال يمدح صاحب الجلالة حضرة فؤاد باشا ناظر الخارجية حينما كان مدبرًا أحوال سوريا في أيام مصائبها سنة ١٨٦١
للدهر أحكامٌ عواقبها حكمْ
فاخضع لديهِ خضوع خصمٍ للحكمْ
وإذا الزمان أتاك بالنقم التي
فيهِ تجلد فهو يقبل بالنعمْ
زمنٌ إذا ضرم الوغى بين الورى
يبدي لهم خيرًا يجد مع السلمْ
لا أعجبنَّ لفتنةٍ في الناس بل
عجبي إذا سلمت من الفتن الأمم
من كان مطلعًا على التاريخ لم
يعجب إذا ما الشر قام على قدم
هيهات أن يمضي زمانٌ دون أن
يطوي على شرٍّ بجبهتهِ ارتسمْ
كلٌ على الأسواءِ منطبع فلا
عتبٌ إذا ساء الفتى فلهُ ندمْ
والمرءُ يجهد أن يقيم لذنبهِ
عذرًا ولا عذرٌ سوى نقص الشيم
ويحٌ لسوريا بهذا العصر كم
قد شبَّ جمر الخطب فيها واضطرم
وطئت رءوس الكل أخماص الأسى
وتأججت بقلوبهم نار النقمْ
هبطت على لبنان صاعقة الردى
وغدا يلاطم سفحهُ موج الألمْ
فارتجَّ قطر الشام من زلزالهِ
وبناءُ ذياك الجمال قد انهدم
لو كان للأرز القديم فمٌ بهِ
يحكي لجاء بما تشيب بهِ اللمم
شيخٌ على لبنان قام مصادمًا
هول الزمان وليس يعطبهُ الهرم
كم أذنهُ سمعت عويل نسًا وكم
نظرت نواظرهُ على دمنٍ رممْ
صبغت دمشق ذيولها بدم الورى
وجرى بهِ بردى لدى كل النسم