صفحة:مرآة الحسناء.pdf/28

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤
قافية الباء

بلوى الغرام
أعد الصبرَ أن يعدك الحبيبُ
وتجلد فكلُّ آتٍ قريبُ
لا يلَذُّ الوصالَ للصب الاَّ
بعد هجرٍ تعجُّ فيهِ الكروبُ
أينَ صبري ولم يعد من وجودي
غير شوق منهُ فناني لهيبُ
اسفحُ الدمعَ كلما همتُ وجداً
اهِ لولا سفحُ الدموع أذوبُ
عبث الضيمُ والسقامُ بجسمي
فخيالٌ لولا اللظى محجوبُ
أيُّ عضوٍ لم يولهِ الحبُّ سقماً
فكأني الى الضنا موهوبُ
بلهيب الهوى فؤَاديَ يفنى
وبروض الجمال عيني تطيبُ
زلزلَ الوجدُ في الهوى طود صبري
يا لطودٍ قد زلزلتهُ الخطوبُ
منظري بالضنى نذيرٌ لمن ظن
الهوى ليس فيهِ شيءٌ عجيبُ
زفرة تتلفُ الحشى بلظاها
وسهادٌ ومدمعٌ مسكوبُ
يلحى اللهُ عاشقاً يألفُ النومَ
ورأساً من الهوى لا يشيبُ
أيها العاذلُ أجتنب عنك نصحي
فأنا لستُ للعذولِ أُجيبُ
أمرضتني الجفون في بلد الحبِ
فها أنني المريضُ الغريبُ
كيف أخفي الهوى عن الناس يوماً
والهوى فوق جبهتي مكتوبُ
حلّلت بالجمال قتلي خودٌ
ان تثنَّت لها يخرُّ القضيبُ
من يقُسها با لبدر وجهاً وبالغصن
قواماً فذاك ليس بصيبُ
بفمي الريقُ منها راحٌ وشهدٌ
وبقلبي العليل روحٌ وطيبُ