صفحة:مرآة الحسناء.pdf/280

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٧٦

لو كان يدري الدهر ما عقبى النوى
لا ريب ما شرع الفراق وما اعتنى
يا أيها الأحباب، إني لم أزلْ
لكم الوفيُّ وفيَّ ودٍّ أزمنا
ما غيرت غيرُ الزمان قلوبنا
يومًا فأنتم أنتمُ وأنا أنا
وإذا القلوب تقلبت في البعد ما
كان الوداد بها سوى ظل القنا
ودٌّ قديم في فؤادٍ راسخٍ
في الحب حين دنا حكى جبلًا دنا
والله أقسم والألية حجةٌ
قد كان ذكركم لقلبي ديدنا
فلكم مزجت بأدمعي راح الهوى
في أكؤس الذكرى براحات الضنا
والبين إن يك للجسوم مفرقًا
فالذكر للأرواح يجمع بيننا
قسمًا بحبكمُ المقيم بأضلعي
وبأضلعٍ قاست لبعدكمُ العنا
ما مرَّ في قلبي تذكر أنسكم
إلا وهمت وملت سكرًا معلنا
كلٌّ لهُ عند اللقاءِ منًى وكم
لي في لقا الخوري أنطونٍ مُنى
شهمٌ على حفظ الشهامة ثابتٌ
وأبٌ يمد إلى البنين الأعينا
متسربلٌ حلل الولا، راعي الوفا
كوفاءِ دينٍ والثنا يدعو السنا
ولكم لهُ في الأمر نهضة كاسرٍ
تزري بأرباب المروءَة والونا
ما غال همتهُ الحمية غائلٌ
فلكم بنى فضلًا على هذا البنا
لما اغتنى بالعقل جاد بحقهِ
والجود في ربِّ الغنى يحمي الغنى
والشح في طبع الغني مصيبةٌ
تفضي بهِ نحو المذلة والفنا
والناس هم صنفان: ذو عقلٍ وذو
مالٍ ومال الجهل بئس المقتنى