صفحة:مرآة الحسناء.pdf/302

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٩٨
يحقُّ لآل أنطاكي
عليهِ النوحُ والحزَنُ
فـ «مخائيلُ» يبكيهِ
وميخائيلُ يحتضنُ
وعبد الله بينهما
لهُ ضمن السما سكنُ
فكيف يقول تاريخٌ
بقفرٍ يقبرُ الغصنُ
سنة ١٨٦٥


وقال
لعينيَّ أم ثغرُ الحبيبة حياني
فرائد درٍّ لُحن في سلك مرجانِ
وهل غصن بانٍ راضهُ الشوق فانثنى
يعانقني أم قدُّ مخجلة البانِ
وهل ملت بالصهباءِ أم برضابها
وقبلتُ خدَّ الوردِ أم خدها القاني
رداحٌ تصبَّاها الصبا وأمالها
فيا لقضيبٍ بالصبابة نشوانِ
فزارت وقد كاد الجفا يهتك الخفا
ويا ما ألذَّ الوصل من بعد هجرانِ
فعاهدتها أني ولو سفكت دمي
بأعينها لا أستتبُّ بسلوانِ
وصنت الذي أجرت يميني ولم أقل
يمينًا فلم يحلف سوى كل خوانِ
ولما تلاثمنا فمًا لفمٍ وقد
قطفت ثمار الوصل من غصنها الداني
ولم يكُ في المنجى رقيبٌ لنا سوى
خيالي بمرآة الخدود ولا ثاني
حبانيَ من نيرانهِ مالك الهوى
أطائبَ لم تخطر على قلب رضوانِ
نعيمَ وصالٍ لن يرى مثلهُ ولا
بجنة عدنٍ بين حورٍ وولدانِ
وكانت عيون البين في غفلاتها
وما كان غير النيل في الليل يغشاني