صفحة:مرآة الحسناء.pdf/313

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
أخذت شمائلهُ بعقلي وهي لم
تك بالشمول وقد سرت مسراها
يا أيها الخلُّ الحبيب أنا الذي
مذ غال حبك مهجتي غلاها
إني اتخذت ودادكم ليَ ديدنًا
والودُّ أبهى حلةٍ أُكساها
جذبت قوى أخلاقكم قلبي إلى
قطب الوفاءِ ولولا ذاك لتاها
ولا وجود الجذب في الكرر التي
بالأفق لابتلع الفضا أجزاها
وقال
أفدي بنور عيوني نار وجنتهِ
يوم اللقا وبروحي راح ريقتهِ
بدرٌ تحجب عني وهو في كبدي
فهل لعينيَ أن تحظى بطلعتهِ
ما جاور القلب إلا حبهُ فأنا
عبدٌ لهُ وأسيرٌ منذ نشأَتهِ
لا صانني الله إن أعشقْ سواهُ ولا
رعى عذولًا هجاني في محبتهِ
أصبو إلى الليل إكرامًا لطرتهِ
وأعشق الصبحَ إجلالًا لغرتهِ
يدمي بمقلتهِ يحيي بريقتهِ
يضني بنفرتهِ يشقي بعطفتهِ
مذ زارني بعد ذاك الهجر واطربي
حيَّا فأحيا فؤادي في تحيتهِ
عاتبتهُ فبدا ورد الحياء على
خدودهِ وزها عتبي برقتهِ
فخذهُ مركزٌ للحسن مرَّ بهِ
خطُّ العذار محيطًا حول نقطتهِ
هذا حبيبي وما لي عنه من عوضٍ
ولم أفه باسمهِ صونًا لحرمتهِ
وقال
أعاب سفاها وجهك البهج الذي
حكى البدر واشٍ غاب عن رشد عقلهِ