صفحة:مرآة الحسناء.pdf/324

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٢٠

سر العشق
لا تسأل الصب كيف العشق يشقيهِ
فللصبابة سرٌّ لست تدريهِ
رأى بعين الصبا غيداء قد خطرت
في عالم الحسن بين الدلِّ والتيهِ
فراحَ في لجج الأوصاب مضطربًا
إذ جاءَ رامي الهوى بالهول يرميهِ
أضلهُ الحسنُ في وادي العنا فإذا
رام الهدى راحت الأشواق تطغيهِ
وكيف يرجع عن حبِّ الجمال فتًى
يرى الجمال فيغدو هائمًا فيهِ
إن الغرامَ على غصن الصبا ثمرٌ
يحلو لمن راحَ قبل الفوت يجنيهِ
فيا فؤادي لك النعمى بغانيةٍ
تبدي الدلالَ فيحلو حين تبديهِ
هيفاءُ تخطر كالظبي الغرير لها
قدٌّ إذا قابل الخطَّار يزريهِ
أذللت روحي لها ذلُّ الغريب عسى
تشفي فؤادي وعهدي ليس تشفيهِ
وكم يذلُّ محبٌّ للحبيب ولم
يصبْ سوى كل هولٍ من تجنيهِ
أفدي التي غادرتني في الهوى مثلًا
قد أصبحت ألسن الأيام تجريهِ
قد صاغها الله من حسنٍ وقال لها
جوري على الصب بالإدلال والتيهِ
فما جنى نظرةً من وجهها نظري
إلا وألقى بقلبي ما يعنيهِ
جواذبُ الحسن منها قد جذبن على
رغمٍ فؤادي لعشقٍ كاد يفنيهِ
وللجمال قوى تدعو المحب إلى
حمل العذاب وفي الأهوال تلقيهِ
عجباءُ تبعثُ من أحداقها رسلًا
للقلب نحو الهوى والوجد تهديهِ
جلت عليَّ شمولًا من شمائلها
فأسكرتني وأعيا الناسَ تنبيهي