صفحة:مرآة الحسناء.pdf/60

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٦
قافية التاء
فآنهض صباحًا الى الروض النضير ولا
تبقِ الصبوحَ فكاسات الهنا طفحتْ
حيث الزهور تجلَّت في منابرها
بارؤُسٍ لاكاليل الندى صلحتْ
والورد قام على عرشٍ له بهجِ
وفوفهُ السن النعماءِ قد فَصَحَتْ
والآسُ غمضَ كالوسنانِ أَعْينُهُ
واعين النرجس الزاهي قد انفتحتْ
والطيرُ قد غرَّدت فوق الاراكِ وقد
جرى النسيم على الاغصان فاصطلحتْ
والقضب قد رشفت خمر الندى وغدت
تميلُ حتى اذا صاح النهارُ صحتْ
ولا تزل بابنة العنقود مشتغلاً
حتى نرى الشمس نحو الغرب قد حجَّتْ
وفوقَ مزدحم الاشجار قد سكبت
يد الاصيل نصارًا فيهِ قد ملحتْ
وانظر الى الأُفق الغربي حيث غدا
يحكي خدودَ عروس بالحيا اتشحتْ
كانما الجوُّ اذ حاطَ الغمام بهِ
عند الغروبِ وابدى حمرةً وضحتْ
فاعٌ فسيحٌ بهِ ثارَ الوغى فعلا
دخانهُ والدما فيهِ قد انسفحتْ
فانهبْ زمانك ان العمرَ منصرمٌ
ولا تضع فرصةَ اللذاتِ ان سنحتْ
ولا تمل عن رياض البان ماخطرت
فيها النسيم وبالاطبابِ قد نفحتْ
هناكَ من ظبياتٍ قد ادرنَ لنا
لواحظًا كالظبى للقلبِ قد ذبحت
من كل مائسةِ الاعطاف ناعمةِ
الاطراف طيبةِ الاوصاف ان شرحتْ
كواكبٌ من بروج الحي قد لمحت
رباربٌ في مروج الفيّ قد مرحتْ
هن الظباءُ التي تهوى السراحَ وفي
غير الجوانح والاكبادِ ما سرحتْ
بل البدورُ التي لم تنخسفْ فاذا
لاحت جلت بالسنى ليل العنا ومحتْ
وغادةٍ تفضحُ الخطيَّ ان خطرت
بقامةٍ طالما للغيدِ قد فضحتْ