صفحة:مرآة الحسناء.pdf/72

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٨
قافية الحا

التهديد

صدحت بلابلةُ الاراكِ صباحا
فاهاجتِ البلبالَ والاتراحا
وتنفست ريحُ الصبا فتأَوهت
نفسي وطارحتُ الحمام نواحا
بالله يا ذاتَ الخضابِ لمَ البكا
مهلاً فاثخنتِ الفؤَاد جراحا
شمتُ الجمالَ فرحتُ مسلوبَ الحشى
وشربتُ كاساتِ الغرام طفاحا
مازلتُ اكتمُ حرقتني وصبابتي
حتى كسا جسدي الضنا فاباحا
الله ممَّن غادرتني هايمًا
اطوي جبالاً من هوى وبطاحا
اختالُ بين عواذلٍ وعواذرٍ
لا صادفتْ عينُ العذول نجاحا
وغدوتُ أَرْوَغَ من ثعالةَ في الهوى
لما اثارَ على الفؤَادِ كفاحا
أَوَكيف لم يفتك بقلبي الحسن اذ
يبدو وقد غدتِ العيونُ صفاحا
إِني عهدتك يافؤَادي صابرًا
فلمَ الفتَ بذا الجفا الحاحا
لاشكَّ كنتَ ضللت في ليل النوى
لو لم يكنْ املُ اللقا مصباحا
اشقيقةَ القمرين حتى مَ الجنا
عطفًا على من قد جفا النُصَّاحا
أَترى فديتكِ هل اذا عاملتِ مَنْ
يهواكِ بالحسنى ترين جناحا
لم ارجُ منكِ سوى التفاتٍ كالظبا
فتلفتي ان كان ذاك مباحا
قلبي بنار جواكِ طال عذابهُ
ياليتهُ تَرَكَ الهوى وارتاحا
ولكنتُ عاملتُ الهوى بالقتل لو
أُعطبْتُ من شرع السلوّ سلاحا
يا ربّةَ الحسن البديع ترفَّقي
بفتىً لغيركِ لم يكنْ مرتاحا