صفحة:مشهد الأحوال.pdf/104

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–١٠٢–
لم يخل منك وعنك لم يك معرضا
قلبي فان اليك كل حنوه
شجر الحبوة وفيه حبك قد جرى
مجرى الحيوة فلم اعش بخلوه
لا يالف السلوان صب دابه
يلفيك في اصاله وغدوه
عوات خاطره الضجيح على المدى
يهواك حتى زال كل هدوه
فإذا ثنته عنك فترة صدفة
وارتد بعد علمت بعد سلوه
فاليك يدنيني الموى بدنوه
مني ويقصيني الرجا بعلوه
عادي الرجا قلبي وصادقه الهوى
فاحتار بين صديقه وعدوه
حال البغض

البغض خصم الصلاح . وعدو الاصطلاح ، وحليف الفساد واليف الاضطهاد ، ومنجل الخير ، ومحراث الضير . فهو الدامية الدهما والبلية العظمى - حيثما وجد وجد الشر . واينما تحرك تحرك الضر . وهو اما خلقًا وإما تخلُقًا فاذا كان خلقًا دعى البغض الغريزي ويكون صاحبه باغض الناس ، في كل لباس . فيبغض عموم البشر. ويشتهى لهم كل ضرر، فلا يصادق صديقا . ولا يرافق رفيقا . ولا يواخي ولا يخاوى ولا يداني . ولا يداوي . وإذا أستعطف نفر . وإذا أستلطف نهر . وغمهم وزجر. وإذا حولف مان ، واذا عوهد خان . واذا وعد اخلف ، وإذا قال احجف . وهكذا فذو البعض يكون من الكل مبغوضا . ومن نفسه مرضوضا . فيستنزل عليه لعنة الجميع ، ويستجلب اليه مقت الرفيع والوضيع . اذ يصبح هملًا مهمولا . وسقطًا