صفحة:مشهد الأحوال.pdf/116

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٤


يبغض ، ولا يقبل ولا يرفض . فلا يتقاعس ولا يجفل. ولا ينشط ولا يكسل . ويتوجه حسب البواعث ، وايتحادث طبق الحوادث ، فلا تهمه حضرة ولا معاينه ، ولا تمضة غيبة ولا مباينه ، فهو يصلح للمنادمة والمجالسه والمفاكهة والموانسه على أنه نعم نديم مسامر وخير جليس محاضر فها ك حيوة الانسان ، وما فيها من الاركان . هذا عدا ما يتخللها من العاهات والاسقام . والهموم والالام. على أن الحيوة هي عرضة المصائب والبلايا . وغرض الماعب والرزايا . حتى يكاد ان يكون وجود اللذة في عدم الالم . وحصول النعم في زوال النقم. وربما كان اعظم اللذات - طليعة لهجوم الحسرات . ونذيرا بهتف بالمضرات

غرور الحيوة
أهذه حياتي بس عمري وإيامي
عذاب هموم في عذريه اوهام
وما هي لذات الحيوة وكلها
بكور خطوب او اصائل اسقام
يروم الفتى نيل الرجاكلها ارتجى
وطالب معدوم كطالب اعدام
سريع وقوع ظن ان مطيره
يدوم فغنى كالسهام من الرامي
فا هو الا الخلد يبصر عندما
يموت وفي ريع الحيوة هو العامي
ارى الناس في الامال غرقي وكلهم
سيمضون اشباحا باضغاث احلام
فما هذه الدنيا لدى عين خبرتي
سوى مرسح والكل يلعب قدامي
نعم مرسح لكن وراء ستاره
نساق البرايا للفنا سوق اغنام
عناصر في دور الوجود تسلسلت
فتنحل من جسم لتركيب اجسام
هو الموت يلوى فاه كي يمضغ الملا
وفي جوفه لم ينهضم غير اعوام