صفحة:مشهد الأحوال.pdf/17

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣


حال الطفولية

هذا هو الدور الاول لحيوة الانسان والغلوة الأولى في طريق الزمان، حينها يقال للداخل طفلاً مولودا ، وللخارج شيخا مفقوداً . ولما كان الانسان في هذا المدخل عديم البصيره ، خالي السريره ، عاريا من كل الكمالات الادبية ، غير حاصل على تمام الوظائف العقليه ، فلا يري الاما يقوم قربه . ولا يشعر الا بما يستعطف قلبه. فيلعب بالتراب ويذريه ، ويعبث بالتبر ويذريه ويستخر بالمقبولات والمردودات ويضحك على كل الموجودات. فلا يهتم الا يطلب الغذا . ولا يحفل الا ما يورث الاذي . وإذ لا يبرح طايشانجمة بنيته ، وضايعا في تبه نيته . فلا يسمع دوي ضوضاء العوالم ، ولا روي، قوافي العظايم، بينما يكون باكيا تحت تأثيراتها وفواعلها , ومتحركا وساكنا نحت جوازمها وعواملها ، ومسرعا في طريق حياته إلى الدخول في ابوابها . والغوص في عبابها . فليت عينيه تري ما يستقبله من الاوصاب وما يستنظره من الاتعاب فيا الثدي الارمز الردي في طلب القوت . وما المهد الا اشارة التابوت .

حال الفتوة

هذا هو الدور الثاني للحيوة الانسانية . والمساحة الاولى لانتشار القوي العقليه . او التل الاول في طريق الاجل . ومسلك العمل فيصعد الانسان عليه وينظر العالم بعينيه · . فيراه مشهدا بديع الجمال .