صفحة:مشهد الأحوال.pdf/61

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٧
إذا حكم الخطا قتل الصواب
فلا شرع هناك ولا كتاب
واعلم ذا الملا يعنو ويدنو
واجهلهم بسود ويستهاب
فلا عجب اذا ما السحب هارت
ولا بدعٌ اذا شيد الضباب
وللحصباء في البطحاء ري
وفي العلياء للشهب التهاب
ولكن الحصا للوطي عدت
والجليان قد عد الشهاب
فما للجاهلين سوي افتقار
ولو تبرا لهم عاد التراب
وما لذرى النهن الا ارتواء
ولو أجري اللظى له
فما نفع الجهول غداة خطب
واين نراه أن جد الطلاب
اذا حاز الغنى إضحى لئيا
ولبس يروقة الا الخراب
يجده وراء كل ردىٍ وشرٍ
وينصب كلما خفضت رقاب
لان الجهل بورث كل طبع
قبيح فالجهول اذا مصاب
وإن أعطي السيادة وفق دهرٍ
بغي ولبيغه شاب الغراب
فتنحب يوم ميتته المعاصي
وتنبح يوم مولده الكلاب
فيحي اثما ويموت كفرا
وينشر كې يداهيه العقاب
ولكن ذو النهى غوث لكل
وغيث لا يكف له انصباب
اذا خان الزمان هو الموافي
وعند المشكلات هو الصواب
وإن فقر أغتنى وإذا أغتني لم
يعد بسوى مكارمه يعـاب

اما الجهل فهو مصيبة الجاهل . وعطشه في المناهل ومع ذلك فلا يبرح الجاهل صاحب الفرح. عدو الترح ساكن البال . رايق الحال . مرتاح اللب . خالى القلب . يبسم مدى الدهر. ويقهقه في كل امر.