صفحة:مشهد الأحوال.pdf/72

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٨

خوفهم، يموتون حتف أنوفهم، فليعش السلم المبتغى، وليمت الحرب والوغى.

*حال الحب*

إنما الحب رباط الجمهور، ووفاض الأمور، وصديق السراء، وعدو الضراء، به تتفق الشعاير، وتلتصق العشاير، وتبلغ الأوطار، وتغلب الأطوار، لا يقوم لديه عنيت، ولا يسطو عليه صليت، أينما حلَّ رحلت الشرور، ونزل السرور، ونهض الوفاق، ووقع الشقاق، لا يتوطد بيتٌ إلا به، ولا يثبت قومٌ بانقلابه، فهو الأساس المتين، والعضد المعين، وهو البطل المغوار، والعسكر الجرار، لا تنزل راياته الخافقة، ولا تنذل غاراته الدافعة، له الغار كلما غار، والفوز أينما سار، والسطوة حيثما ثار، وله الاعتبار والكرامة، والمجد والفخامة، لا يقبل الشين، ولا يرضى المين، ولا يصحب خلقًا ذميمًا ولا طبعًا لئيمًا، ولا يلامس متصلِّفًا، ولا يداني متجهرفًا، ولا يرافق الكبريا، ولا يواصل الرياء، ويرفض النفاق، ولا يقبل الصداق، فهو السماحة والحق، والدعة والصدق، والتواضع والأناسة، والشرف والنفاسة، والكرم والجود، والرفد والوفود، والغوث والإعانة، والإحسان والأمانة. ويقسم الحب إلى خمسة أقسام، وهي: الأبوي، والبنوي، والأخوي، والودادي، والعشقي.

أما الأبوي، فهو حب الآباء لأبنايهم، ولا يوجد أصدق وأثبت من